ادريس زياد لعالم اليوم الدولية أيّاً كان الفائز فإن مهمته ستكون وظيفية لتنفيذ السياسة الأمريكية المرسومة منذ عشرات السنين، إدارة حكومة ترامب تعتمد تنفيذ المخطط في وقت قصير وبطريقة أوضح، أما إدارة بايدن إن فاز بالإنتخابات فإنها ستكون تكملة لإدارة أوباما حيث كان بايدن نائباً له وحكومة أوباما هي التي جعلت دعم إسرائيل قانوناً فدرالياً على جميع الحكومات الأمريكية اللاحقة الإلتزام به، فحقيقة الأمر أن إدارة أوباما – بايدن، قد أضرت أيضاً بالشأن الفلسطيني بشكل كبير… في انتخابات أمريكا وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، المرشحان متفقان على دعم إسرائيل وتفوقها في منطقة الشرق الأوسط وعدم قيام دولة فلسطينية حقيقية، وعدم السماح بنهضة العرب وتحرر شعوبهم، ترامب فضح المستور وكشف العملاء وأظهر المواقف الحقيقية لأمريكا في زمن مختصر، أما فيما يخص السياسة الداخلية لأمريكا فقد فاقم الخلاف، وزاد الشحن العنصري… صحيح أن أي مرشح أمريكي يسعى دوماً لضمان تفوق إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وتقديم كافة أشكال الدعم لها، لكن فيما يخص القضية الفلسطينية فإن أي رئيس أمريكي سابق لم يجرؤ على القيام بما قام به ترمب من خلال الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إلى القدس والإعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية المحتلة وإعلان ما سمي بصفقة القرن ودعم غير محدود للأنظمة الإستبدادية في المنطقة، لذا فإن فوز بايدن يبقى أقل ضرراً من ترامب… إن من يعلقون آمالاً على فوز بايدن هم من تعودوا على بيع الوهم، والتعلق ببقيعة سراب يحسبه الظمآن ماء، فملة الكفر واحدة، والخل أخو الخردل، وكلا الأخوين فساء ولكن ترامب أضرط من أخيه، كما يقول المثل لمن يعقل، أما العرب فهم بارعون في إتقان سرعة التكيف مع أي قادم جديد إلى البيت الأبيض، ويلبسون له ما يناسبه، والأسماك الميتة دائماً هي التي تسبح مع التيار على كل أحواله، والعبيد لا يهمهم أسماء أسيادهم طالما أن صك العبودية يتوارثه الأسياد وهم يجددون لهم الولاء.