هو عنوان كتاب المرحوم محمد قطب، وانا من الجيل الذي عاش في مرحلة غزو الفكر الإخواني و السلفي الوهابي لبلدنا المغرب، في هذه المرحلة كنت أحاول تقمص شخصية المسلم الذي يعيش العزلة الشعورية – بتعبير المرحوم سيد قطب – في مجتمع أضحت مظاهر اللحي و ( الحجاب) منتشرة في شوارع و ازقة أحياء المحرومين بكثرة. يومها لم اطرح السؤال التالي : هل حقا نعيش في الجاهلية؟، ما عرفته فيما بعد أن هذا الغرب / أو الرجل الأبيض / حسب تعبير سيد قطب رحمه الله، نهض بالإنسان الغربي، و وضع دساتير تتجد حسب الحاجة، و سن تشريعات و قوانين، و انتشرت حضارته في معظم الأرض، و جعل كرامة المواطن الغربي من المقدسات. لم يعد الغرب – منذ قرون – ينظر إلى سلفه نظرة مثالية تنزع عنه صفة الإنسان، ولكي يتطور و يتجدد ابدع مفكريه، مابعد الحداثة، بل ما بعد بعد الحداثة، و سوف لن يوقف عقارب التطور. أما نحن العرب والمسلمين لا زلنا في و حل التاريخ، ومازال اكثرنا يردد انشودة السلف الصالح، هذه الأنشودة المعتة. هذا لا يعني نفي وجود مصلحين عبر كل مراحل تاريخنا، ولا يعني ان الغرب مخلوقات من صنف الملائكة. لكن السؤال : هل بقي أو حافظ العرب على استمرار المشروع الرسالي بعد رحيل الرسول الأكرم؟ و المتمثل في تحرير الإنسان العربي والمسلم و صون كرامته؟. لقد أوضح القرآن الكريم جانب من الرسالة حيث قال تعالى :"لقد أرسلنا رسلنا بالبيانات و أنزلنا معهم الكتاب ليقوم الناس بالقسط" 23 سورة الحديد. هل ناضل السلف الصالح لتطبيق هذه الآية و أمثالها، أم كرس جهده في إعادة الإنتاج في الأحكام الفقهية، الطهارة و الوضوء…