الخط : إستمع للمقال تتصدر المملكة المغربية المشهد الإقليمي في سعيها الحثيث نحو التحول الرقمي الشامل، مع إيلاء اهتمام خاص لتسخير قوة الذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية الوطنية، وتجسدت هذه الرؤية الطموحة بوضوح في تصريحات أمل الفلاح السغروشني وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة خلال برنامج "ديكريبطاج"، عبر إذاعتي "إم إف إم" و"برلمان راديو"، حيث كشفت عن استراتيجية متكاملة ترتكز على توطين التكنولوجيا، الريادة الأخلاقية، والعدالة الرقمية، وأن المغرب من خلال هذه الجهود يؤكد على التزامه بتعميم فوائد الثورة الرقمية لتشمل كافة شرائح المجتمع، معززا بذلك مكانته كمركز إشعاع رقمي إقليمي ودولي. إشعاع رقمي إقليمي أكدت الوزيرة أنها تطمح إلى أن يصبح المغرب قطبا رقميا رائدا في المنطقة، ليس فقط على المستوى الوطني، بل ليشمل إشعاعه الدول العربية والإفريقية، وتؤكد أن المغرب سيعمل على توظيف الكفاءات من هذه الدول بهدف تصدير المنتجات الرقمية إليها، في إطار مشروع تطويري شامل، وهذا التوجه يعكس التزام المغرب بالتعاون الإقليمي وتعزيز التنمية المشتركة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي. جذب الاستثمارات أشارت الوزيرة إلى أن المغرب قد بدأ بالفعل في تحقيق الانتقال الرقمي، والدليل على ذلك هو تزايد عدد الأجانب الذين يحضرون ملتقى "جايتكس" ويستثمرون في المملكة. هذا الإقبال يؤكد ريادة المغرب في هذا المجال. وتتوقع الوزيرة أن يصل عدد المشاركين في المعرض إلى 60 ألف مشارك بحلول عام 2026، مما يدل على المكانة الاستثنائية التي حققها المغرب في تنظيم مثل هذه الملتقيات الدولية الهامة التي تبحث في التطور والفهم في ميدان التكنولوجيا. الرقمنة في خدمة البحث العلمي ومواجهة الأمية الرقمية وأكدت الوزيرة السغروشني أن الوزارة تولي اهتماما خاصا لرقمنة البحث العلمي، وقد شهدت تسجيلا كبيرا لطلبة الدكتوراه في ميدان الذكاء الاصطناعي، وفيما يخص العدالة الرقمية، تؤكد الوزيرة السغروشني أن الوزارة منخرطة بجدية في هذا الأمر، وتسعى جاهدة لمساعدة المواطنين على تبسيط الرقمنة لهم. وتدرك الوزيرة التحديات القائمة، خاصة مع وجود نسبة كبيرة من النساء في العالم القروي لا يجيدون القراءة والكتابة (40% من النساء)، ولمواجهة هذا التحدي، سيتم إحداث تطبيقات ميسرة لهم، بالإضافة إلى ما سيقوم به معهد الجزري، الذي يهدف إلى إنشاء مركز امتياز للذكاء الاصطناعي والابتكار التكنولوجي، وتطوير تكوينات بشهادات، وتشجيع البحث التطبيقي، ومواكبة المقاولات الناشئة، وتثمين الخصوصيات المحلية، وإدماج الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية كالفلاحة والسياحة والطاقة. تكوين المكونين لتبسيط الإجراءات الإدارية وإدراكا لحاجة المواطن المغربي لمن يبسط له الأمور للحصول على أوراقه الإدارية، أشارت الوزيرة إلى برنامج لتكوين "مكونين" من الشباب، حيث بدأ هذا البرنامج في مقاطعة يعقوب المنصور بالرباط، وهو بالشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل. وكشفت الوزيرة أنه تم تكوين 70 شابا في الفوج الأول، والهدف هو تكوين 770 مكونا في جميع دور الشباب بالمملكة المغربية، وسيعمل هؤلاء المكونون على تدريب الشباب في مختلف الأقاليم، مما سيسهم في تعزيز الوعي والمهارات الرقمية لدى المواطنين. الفساد وتعزيز الشفافية وتطرقت الوزيرة إلى سؤال حول الرقمنة والفساد، مؤكدة أن الرشوة والفساد هي ممارسات ستندثر مع الذكاء الاصطناعي والرقمنة، شريطة حل مشكل الفجوة الرقمية، وشددت على أن هذه الأمور يجب أن تقنن بصرامة، فالرقمنة والذكاء الاصطناعي سيوفران "الأثر" الرقمي، حيث سيظل كل شيء مسجلا وموثقا على الإنترنت، مما سيحد من الممارسات القديمة ويعزز الشفافية في الإدارة. وأشارت الوزيرة إلى توقيع بروتوكول اتفاق يعلن عن إطلاق شراكة استراتيجية في مجال مراكز البيانات (Data Centers) مع مؤسسة منظمة التعاون الرقمي، ممثلة في أمينتها العامة، ديمة اليحيى. ويهدف هذا التعاون إلى رقمنة تتمحور حول الإنسان، قائمة على الأخلاق والعدالة والتمكين. كما أبرم المغرب شراكة مع المبادرة الدولية "Current AI" من خلال توقيع إعلان نوايا، بهدف تقوية القدرات، وتحفيز الابتكار، وتعزيز تبادل المعارف عبر الحدود، لضمان استفادة المجتمع ككل من التكنولوجيات الرقمية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. الوسوم الذكاء الاصطناعي الرشوة الفساد المغرب الملك محمد السادس