احتفت مؤسسة منتدى أصيلة، مساء السبت، بإبداعات الفنانين التشكيليين ضمن عمل فني جماعي شارك فيه الأطفال الذين أنجزوا جدارياتهم خلال الأيام الماضية، إلى جانب فنانين مغاربة وأجانب وشكل هذا العمل الجماعي الذي يندرج في إطار فعاليات الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي، تتويجا لمسار فني امتد طيلة أيام، جرى خلاله تحويل جدران أحياء المدينة إلى لوحات مفتوحة، في تقليد سنوي يزاوج بين التكوين والإبداع ويمنح الأطفال فضاءً للتعبير البصري بإشراف فنانين متمرسين. وتخللت الفعالية التي احتضنها فضاء ساحة عبد الله كنون "القامرة" بالمدينة العتيقة، قراءات شعرية وسردية قدّمها أطفال وشباب شاركوا في مشغل الكتابة والتعبير الأدبي، تبعتها لحظة موسيقية شارك فيها أطفال معهد البحرين للموسيقى الشرقية، الذين استفادوا من ورشة في التربية الموسيقية طيلة الفترة الماضية. ولم تغب الرمزية عن هذا الموعد الفني، حيث حرص المنظمون على إهداء العمل الجماعي المشترك إلى روح محمد بن عيسى، مؤسس الموسم الثقافي وأحد أبرز الفاعلين في ترسيخ البعد الدولي للمدينة، سواء من موقعه الثقافي أو الدبلوماسي. وقال حاتم البطيوي، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، إن هذه الفعالية "تحتفي أولا بإبداعات الفنانين المشاركين، لكنها أيضا لحظة رمزية لاستحضار إرث الراحل محمد بن عيسى، الذي جعل من الفن أفقا للحوار والانفتاح منذ عقود". وأضاف البطيوي في تصريح لجريدة "طنجة "24 الالكترونية، أن "الموسم اليوم يستمر بنفس الزخم، بفضل وفاء أبنائه لروحه التأسيسية، وسعيهم الدائم إلى تطوير أدوات العمل الثقافي دون المس بجوهره أو رموزه"، مشددا على أن العمل الفني الجماعي "هو احتفاء بالتعدد ودرس في التعايش، وهو ما آمن به الراحل طيلة حياته". ومن المؤتقب ان تنعقد الدورة الخريفية لموسم أصيلة خلال شتنبر المقبل، وستشمل سلسلة من الندوات الفكرية وورشات التكوين الأدبي، بمشاركة شخصيات من مختلف بلدان الجنوب، في إطار رؤية تروم تعزيز الحوار الثقافي وترسيخ دور المدينة كجسر للتلاقي. وتسعى المؤسسة المنظمة إلى الحفاظ على الدينامية السنوية التي تميز الموسم، من خلال توسيع الانفتاح على تجارب جديدة، وتشجيع المواهب الشابة، مع ضمان استمرارية المشروع الذي أرسى دعائمه الراحل بن عيسى منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي.