دخل ابراهيم غالي التراب الاسباني بهوية مزيفة يوم 18 أبريل وغادر في الثاني من شهر يونيو الماضي، لكن ارتدادت الأزمة ولّدت أمواجا صاخبة تتلاطم على ضفتي المتوسط بين المغرب وإسبانيا، ولا تزال القضية تشغل الطبقة السياسية في مدريد وكذلك وسائل الإعلام التي تواجه وزراء البلاد كلما التقتهم بلائحة طويلة من الأسئلة، ومن بينهم وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس لايا التي تحدثت في حوار مع "إل كوريو" عن الصحراء وسبتة ومليلية وابراهيم غالي. أرانشا غونزاليس لايا في جواب عن سؤال بخصوص المسؤولية التي تتحملها إسبانيا في ملف الصحراء، قالت إن مسؤولية بلادها هي العمل بشكل بنّاء مع الأممالمتحدة لإيجاد حل نهائي لهذا الخلاف الذي يحتاج تدخلا من المجتمع الدولي.
وعاد موقف مدريد من الصحراء وإعلان ترامب الاعتراف بسيادة المغرب، إلى الواجهة بعد أن دخل ابراهيم غالي زعيم جبهة البوليساريو بتغطية من وزارة الخارجية إلى الأراضي الاسبانية، وعن ذلك تقول الوزيرة، إنها مساعدة لشخص كان في حالة صحية حرجة ولا يجب أن تُفهم أبعد من ذلك.
وجاء في جوابها عن العلاقة المتوترة مع المغرب: "نحن ملزمون بالسعي لبناء علاقة جوار حسنة لأننا نعيش في عصر التكافل، وهذا يعني أنه لحماية مصالحنا وقيمنا ومواطنينا علينا أن نهتم بحماية مصالح وقيم جيراننا".
ثم أضافت: "سوف نمر بلحظات صعبة ، هذه ليست المرة الأولى ، لكن علينا أن نحاول التغلب عليها بالحوار والاحترام.. القرن الحادي والعشرون ليس قرن استقلال أو تبعية، إنه قرن ترابط، وتدبير هذا الترابط والتكافل أمر معقد، ولكنه شيء نحن مضطرون للقيام به".
صحيفة "إل كوريو" طرحت سؤال سبتة ومليلية المحتلتين على وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس، هل يمكن أن يكونا على طاولة المفاوضات مع المغرب؟، فردت قائلة: بالطبع لا.
ويذكر أن وزارة الشؤون الخارجية المغربية كان قد نشرت تصريحا مطولا تفصل في أسباب الأزمة، وورد فيه "أن جوهر المشكل هو مسألة ثقة تم تقويضها بين شريكين. جوهر الأزمة هو مسألة دوافع خفية لإسبانيا معادية لقضية الصحراء، القضية المقدسة لدى الشعب المغربي قاطبة".
وتساءلت "كيف يمكن للمغرب في هذا السياق أن يثق مرة أخرى بإسبانيا؟ كيف سنعرف أن إسبانيا لن تتآمر من جديد مع أعداء المملكة؟ هل يمكن للمغرب أن يعوّل حقا على إسبانيا كي لا تتصرف من وراء ظهره؟ كيف يمكن استعادة الثقة بعد خطأ جسيم من هذا القبيل؟ ما هي ضمانات الموثوقية التي يتوفر عليها المغرب حتى الآن؟ في الواقع، هذا يحيل إلى طرح السؤال الأساسي التالي: ما الذي تريده إسبانيا حقا؟".