أشاد كل من بيتر فام، المبعوث الخاص للولايات المتحدةالأمريكية إلى منطقة الساحل، وسام ميلنر، الباحث الأكاديمي الأمريكي، ب"الدور الذي تلعبه المملكة المغربية على مستوى تعزيز الأمن القاري بإفريقيا في سياق التهديدات المتنامية بمنطقة الساحل والصحراء"، وذلك خلال مقالة بحثية منشورة بمجلة "ناشيونال إنترست"، المتخصصة في الشؤون الخارجية الأمريكية. "الاستراتيجية الأمريكية بإفريقيا ستكون ذات مصداقية كبيرة بأخذها التحولات الجديدة في القارة بعين الاعتبار" تؤكد المقالة نفسها، المعنونة ب"استراتيجية بايدن الجديدة بإفريقيا بين الاستمرارية الجيدة والسيئة"، مؤكدة في الوقت نفسه أن "الشراكة الأمنية بين تل أبيب والرباط في الفترة الأخيرة، وذلك في سياق اتفاقيات أبراهام بالشرق الأوسط" وأن "المغرب حليف استراتيجي للولايات المتحدةالأمريكية من خارج الناتو" حيث أن "المغرب ليس فقط عضوا في الاتحاد الإفريقي، لكنه أيضا أحد أهم المستثمرين الأفارقة بالقارة السمراء".
وتابعت الوثيقة نفسها، بأن "هذه العلاقة الناشئة بين إسرائيل والمغرب لها القدرة من أجل المساهمة بشكل كبير في استقرار أجزاء واسعة من إفريقيا، بالإضافة إلى كونها صمام أمان ضد الإرهاب في القارة الأوروبية"، مؤكدة أن "الاستراتيجية الأمريكيةالجديدة بجنوب الصحراء تدرك مخاطر التمدد الصيني بالمنطقة، ما سيعزز مصالحها التجارية والسياسية في القارة الإفريقية ككل، بالموازاة مع تزايد النفوذ الروسي بعدد من البلدان الإفريقية التي تعيش أوضاعا أمنية غير مستقرة".
ولفت التقرير المخصص لاستراتيجية إدارة جو بايدن تجاه القارة الإفريقية، بأن "التحديات الأمنية ما زالت أهم عقبة تواجه البلدان الإفريقية، ما يحول دون الاستفادة من إمكاناتها الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما يستلزم إعطاء الأولوية للشراكة العسكرية لمكافحة الإرهاب" مردفا أن "التحديات الإقليمية تتعلق بتزايد نفوذ الجماعات المسلحة الموالية للروس والإيرانيين، وكذا تصاعد النشاط الإرهابي الجهادي بشكل كبير في الساحل والصحراء، ما جعل هذه المنطقة بؤرة عالمية للتطرف العنيف".
"الخطة الجديدة التي كشفها أنتوني بلينكن لا تعكس سوى التزام بالوضع الراهن في القارة، والحفاظ على الشراكات القائمة في عهد الإدارات السابقة" تؤكد الوثيقة نفسها، مؤكدة أن "الوضعية الراهنة لن تؤدي إلى تدهور الأمن الإفريقي فقط، بل ستؤدي أيضا إلى زعزعة استقرار حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية بجميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط".