انتخب أمس الأحد الرئيس الرواندي بول كاغامي بالعاصمة الإثيوبية اديس ابابا، رئيسا للاتحاد الافريقي خلفا للرئيس الغيني ألفا كوندي ، لعهدة مدتها سنة. الرئيس الرواندي صار في السنوات الأخيرة أكثر قربا من المغرب اندماجا مع سياسته الافريقية "جنوب-جنوب"، فقد كان كاغاني مواليا للجزائر وداعما لانفصاليي البوليساريو، لكنه غير الموقف وباتت علاقته طيبة مع المملكة.
قام الملك محمد السادس بزيارة تاريخية لدول شرق إفريقيا سنة 2016، حل خلالها ضيفا على الرئيس الرواندي ووقع 19 اتفاقية بين البلدين في مختلف المجالات، تهم قطاعات مختلفة كالفلاحة والإسكان والتكوين المهني والقطاع المالي والضريبي والبنكي والتكنولوجيات الجديدة والملاحة الجوية والسياحة والطاقات المتجددة، تعزيز الإطار القانوني الذي يؤطر التعاون بين البلدين.
العلاقات تطورت وتوطدت بشكل ملحوظ، وتوجت بدعم رواندي لا مشروط لعودة المملكة المغربية إلى الاتحاد الافريقي، بعد أن فطنت الرئاسة إلى أن مصالحها مع المغرب لا يضمنها الوقوف في الضفة الأخرى.
في الجانب الاقتصادي سجلت المملكة دخولا قويا، حيث استحوذت إحدى أكبر النوك المغربية على ثالث أكبر بنك رواندي من حيث الأصول التي بلغت آنذاك 167.5 مليار فرنك رواندي بنهاية الربع الثالث من 2015 وفقا للبنك.
على غرار المصالح الدبلوماسية والسياسية، أصبحت رواندا مرتبطة إذن بمصالح اقتصادية مع المغرب، الأمر الذي دفعها إلى إظهار بعض اللين في طريق تغيير موقفها من الصحراء.
كاغامي الذي صار رئيسا للاتحاد الافريقي، كان قبل سنوات مناضلا في الجبهة الوطنية والذي قاد هجوما على العاصمة كيغالي بعد المجازر التي ارتكبت في حق عرق التوتسي، وأسند أمر الرئاسة إلى باستير بيزيمنغو سنة 1994
بعدها بست سنوات وفي العام 2000، أطاح كاغامي بالرئيس بيزيمنغو وأحاله إلى المحاكمة بتهمة الفساد ومخالفة توجه المصالحة الوطنية القاضي بنبذ أيديولوجيا التفرقة العرقية، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 سنة، وبات هو رئيسا لرواندا إلى اليوم.