Anadolu Agency via Getty Imagesيطالب أنصار جبهة البوليساريو بأن تصبح الصحراء الغربية مستقلة تمامًا أيدت بريطانيا خطة المغرب لإنهاء النزاع الإقليمي في الصحراء الغربية، كجزء من صفقة تضمن مشروعات استثمارية مربحة للشركات البريطانية، في كأس العالم لكرة القدم لعام 2030. وعلى مدار عقود، رفضت الحكومات البريطانية الانحياز إلى أي طرف بشأن من يملك السيطرة على الصحراء الغربية، التي تعتبرها الأممالمتحدة "إقليمًا غير متمتع بالحكم الذاتي". لكن وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، أعلن أن بريطانيا تدعم الآن خطة من شأنها أن تمنح الصحراء الغربية حكمًا ذاتيًا، ولكن تحت السيادة المغربية. * الصحراء الغربية: حقائق عن أحد أطول النزاعات في القارة الأفريقية * من تندوف إلى العيون: حكايات من وراء الجدار الرملي وخلال زيارة للعاصمة المغربية الرباط، قال لامي إن اقتراح الحكم الذاتي المغربي هو "الأساس الأكثر مصداقيةً، وقابليةً للتطبيق وبراغماتيةً لحل دائم للنزاع". ووقّع لامي أيضًا اتفاقية لتعزيز التعاون بين البلدين في مشروعات البنية التحتية الحيوية لكأس العالم، الذي يستضيفه المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال بعد خمس سنوات. وقال لامي إن الاتفاقية ستتيح "للشركات البريطانية تحقيق مكاسب كبيرة، في أكبر محفل لكرة القدم". وأعربت الجزائر، التي تدعم حركة استقلال الصحراء الغربية، عن "أسفها" لإعلان لامي. وأضافت الجزائر أن خطة الحكم الذاتي المغربية قد مضى عليها 18 عامًا، ولم تُعرض قط على الصحراويين كأساس للتفاوض. يذكر أن الصحراء الغربية مستعمرة إسبانية سابقة غنية بالمعادن، دار حولها نزاعٌ دام خمسة عقود في أحد أطول النزاعات في أفريقيا. ويسيطر المغرب على جزء كبير من أراضيها، البالغة مساحتها نحو 260 ألف كيلومتر مربع، لكن جزءًا منها يخضع لسيطرة جبهة البوليساريو، وهي جماعة مسلحة تسعى إلى استقلال الصحراويين. ويعترف الاتحاد الأفريقي باستقلال الصحراء الغربية، لكن في السنوات الأخيرة، دعمت دولٌ عديدة موقف المغرب، منها الولاياتالمتحدة وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وهولندا. وصرح دبلوماسيون بريطانيون بأن بريطانيا قررت أن تحذو حذو تلك الدول، لكن فقط مقابل صفقات تجارية والتزام جديد من المغرب بدعم مبدأ تقرير المصير، ونشر نسخة جديدة من خطته للحكم الذاتي، واستئناف المفاوضات. وأعلنت وزارة الخارجية البريطانية أن اتفاقية مشتريات بين البلدين "ستُرسي أساسًا مميزا للشركات البريطانية للوصول إلى المناقصات العامة في المغرب"، مشيرةً إلى صفقات في قطاع الصحة، بالإضافة إلى عقود لتطوير مطار الدارالبيضاء. وأكد البيان المشترك احترام الجانبين "لمبدأ عدم استخدام القوة لتسوية النزاعات، ودعمهما لمبدأ احترام حق تقرير المصير". وكانت بريطانيا قد دأبت في السابق على القول إن وضع الصحراء الغربية "غير محدد"، وعلى دعم "حق تقرير المصير" لشعبها. ورحّب وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بالتغير في السياسة البريطانية، قائلاً إنه يُمثّل لحظة تاريخية في العلاقات بين البلدين الممتدة ل 800 عام. وقال: "إنه يُمثّل تحوّلاً حقيقياً نحو حلّ نهائي للنزاع". وأكد لامي أن الاتفاقيات الموقعة في الرباط "ستعود بالنفع المباشر على الشركات البريطانية". وقال: "بفضل جهودنا، ستكون الشركات البريطانية في طليعة المستفيدين من عقود بناء البنية التحتية المغربية، وضخّ الأموال في قطاع البناء لدينا، وضمان تحقيق الشركات البريطانية مكاسب كبيرة في أكبر محفل لكرة القدم". وبعد قتالٍ مرير في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، اتفقت جبهة البوليساريو والمغرب على عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار في التسعينيات، لكنهما فشلتا في حلّ النزاع الأساسي. وتنشر الأممالمتحدة قوات حفظ سلام في المنطقة منذ عام 1991. ومع ذلك لم يُجرَ قطّ الاستفتاء، الذي طال انتظاره، بوساطة الأممالمتحدة للسماح لسكان الصحراء الغربية للاختيار بين الاستقلال أو السيطرة المغربية. * الصحراء الغربية: هل ينهي ترامب نزاعاً عالقاً منذ 50 عاماً؟ * أمريكا تجدد اعترافها بمغربية الصحراء الغربية والجزائر تعترض * من فرنسا إلى المغرب مروراً بالإمارات، لماذا تأزمت علاقات الجزائر بمحيطها؟