وصف الوزير الجزائري السابق نور الدين بوكروح، ليلة فاتح نونبر التي صادفت تبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لقرار رقم 2797، يدعم مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية في الأقاليم الجنوبية للمملكة، ب"الأسوأ في تاريخ الجزائر منذ الاستقلال". وقال بوكروح إن الجزائريين عاشوا تلك الليلة "كابوسا جماعيا بعد أن أدركوا أن المجتمع الدولي أدان فعليا الموقف الجزائري"، مشيرا إلى أن جميع أصوات مجلس الأمن صوّتت لصالح المقترح المغربي، دون أن يجرؤ أحد على معارضته، "حتى الجزائر نفسها"، على حد تعبيره. وبحسب الوزير السابق، فإن ما حدث لم يكن مفاجئا، بل نتيجة "انعدام البصيرة لدى الجزائر وجبهة البوليساريو"، اللتين فشلتا في قراءة التطورات الدولية واستباق الأحداث على عكس ما فعل المغرب، الذي أكد أنه "عرف كيف يوازن بين الجرأة والذكاء السياسي". واستعرض بوكروح في تدوينته تطور الموقف المغربي منذ المسيرة الخضراء سنة 1975، التي وصفها بأنها "ابتكار عبقري في فنون الغزو الترابي"، مروراً باتفاق مدريد، وبناء الجدار الرملي، ووصولاً إلى طرح مبادرة الحكم الذاتي عام 2007، مؤكداً أن المغرب تمكن بفضل استراتيجيته الهادئة من كسب ثقة المجتمع الدولي، إلى أن تكللت جهوده بتصويت مجلس الأمن بالإجماع لصالحه.
وأضاف أن "مفهوم مغربية الصحراء: الذي تبنّاه المغرب أصبح واقعاً سياسياً وقانونياً، بعدما اعترفت به أغلبية الدول الأعضاء في الأممالمتحدة، مشيرا إلى أن القرار الأممي الأخير جاء تتويجا لمسار طويل من العمل الدبلوماسي الذكي بقيادة الملك محمد السادس. ودعا الوزير الجزائري جبهة "البوليساريو" إلى مراجعة مواقفها وصياغة مقترح واقعي للحل، لأن الجمود والتصلب لن يكونا في صالحها، على حد تعبيره، وذكر أن "الحل النهائي يوجد بين أكثر من الحكم الذاتي وأقل من الاستقلال".