تتميز أجواء مائدة الإفطار بالأقاليم الصحراوية للممكلة، خلال شهر رمضان الأبرك، عن باقي مدن المملكة بخصوصيات عدة في إعداد مائدة الإفطار، والتي تشكل مناسبة لأعمال ترفيهية وروحانية قبل أذان صلاة المغرب. الصحراويون بالأقاليم الجنوبية، لا يستغنون عن مشروب "كوفية" الذي يتم إعداده من طحين الشعير أو الذرة وأنواع التمور الجيدة في بعض الأحيان، التي تنتج محليا منها على الخصوص، بخليط مع حليب البقر أو الإبل.
ويميز مائدة الإفطار في الصحراء، ضرورة حضور مشروب "الزريك"، على المائدة، والذي يتم إعداده خلال الدقائق الأخيرة قبل الإفطار، من لبن البقر أو حيلب الإبل الطري.
وينضاف على مائدة مشروب فيرد يسمى "لمريس"، وهو مشروب صحراوي بإمتياز، يتكون من طحين الشعير الذي يتم تجفيفه وقليه ويمزج بالماء المحلى بالسكر وبعض الأعشاب الطبية، بالإضافة إلى تحضير مشروب "الزريك" المعد من لبن أو حليب الماعز الممزوج بمشروب غازي لتحليته وبعض الأعشاب الطبية.
وحسب ساكنة المنطقة، فان مشروبي "لمريس" و" الزريك" الممزوجين بهذه الأعشاب الطبية يمنحان الصائم القوة والطاقة لتحمل أعباء الأشغال اليومية ويزيدانه حيوية، خصوصا في هذه الفترة التي يتزامن فيها شهر رمضان الكريم مع فصل الصيف.
وعن الأجواء الدينية والروحانية بالصحراء، يعمد فيها الناس إلى العبادة وصلة الرحم من أجل التقرب إلى الله ونيل رضا الخالق، و إقبال الشباب والأطفال على حفظ وتلاوة القرآن الكريم بالمسجد بعد أداء صلاة الفجر وحضور بعض الدروس التي يلقيها إمام المسجد بعد صلاة الظهر حول تفسير القرآن الكريم والسيرة النبوية وصحيح الإمام البخاري.
وعموما تبقى مائدة الإفطار في الصحراء، خلال شهر رمضان الأبرك، مثيلة لمائدة الإفطار المغربية الغنية، وتبقى بعض الميزات الحصرية النابعة من صحراوية الجغرافيا والمناخ والإنسان كذلك.