أعلنت وزيرة خارجية الإكوادور، غابرييلا سومرفيلد، خلال زيارتها الرسمية للرباط، عن دعم بلادها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل واقعي وعملي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. ووصفت المسؤولة الإكوادورية هذه المبادرة بأنها "الأساس الجاد والموثوق" لتسوية هذا النزاع، وهو موقف يُعدّ بمثابة تحول جذري في السياسة الخارجية للإكوادور خلال الأشهر القليلة الماضية. يُشار إلى أن كيتو كانت قد أعلنت في وقت سابق من هذا العام عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ما يسمى ب"الجمهورية الصحراوية" الانفصالية، وهو قرار عُدّ آنذاك بداية لإعادة تموضع إستراتيجي في مواقف دول أمريكا اللاتينية من قضية الصحراء المغربية. هذا التوجه الجديد يعكس بجلاء النجاحات المتتالية التي تحققها الدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية، في ظل توجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي تقوم على توطيد الشراكات الاستراتيجية، وتوسيع دائرة الدول الداعمة لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، التي باتت تحظى بتأييد متزايد من مختلف القارات. وتمثل هذه الخطوة الإكوادورية دليلاً إضافياً على نجاعة المقاربة المغربية، التي تجمع بين الواقعية السياسية والالتزام بالشرعية الدولية، وهو ما أكدته أيضا مواقف بلدان أخرى في المنطقة، مثل الباراغواي، والسورينام، والدومينيكان، التي سحبت اعترافها بالكيان الانفصالي أو افتتحت قنصليات في الأقاليم الجنوبية للمملكة. ويأتي هذا الإعلان في سياق زيارة رسمية رفيعة المستوى لوزيرة خارجية الإكوادور، كما شهدت افتتاح سفارة لجمهورية الإكوادور في العاصمة الرباط، في مؤشر قوي على رغبة البلدين في تعزيز علاقاتهما الثنائية على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية. ويرى مراقبون أن هذا التحول الجيوسياسي في موقف الإكوادور لا يعكس فقط انتصاراً دبلوماسياً مغربياً، بل يُعزز أيضاً عزلة الكيان الانفصالي داخل المحافل الدولية، ويكرّس واقعاً جديداً في أمريكا اللاتينية، قوامه الاعتراف المتزايد بوحدة التراب المغربي وبجدية الطرح المغربي لحل النزاع المفتعل. إن المغرب، الذي اختار منذ سنوات نهج الدبلوماسية الهادئة والحازمة، يحصد اليوم ثمار هذه السياسة الرشيدة التي تُعلي من قيم الشراكة والاحترام المتبادل، وتُجسد المكانة التي باتت المملكة تحظى بها كفاعل موثوق ومؤثر على الساحة الدولية.