شكل موضوع “التنمية الإنسانية في خدمة السلام العالمي” شعار “منتدى الحرية” الذي ينظمه انطلاقا من اليوم الخميس بالرباط الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، قصد تشبيك أوسع بين شباب العالم وتحفيز التثاقف، لبث الديمقراطية والقيم الإنسانية. ويسعى المنتدى الذي ينظم بشراكة مع الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، ويتواصل حتى 13 من أبريل الجاري، لدعم الشباب قصد تحقيق التنمية، وإشاعة السلم والوئام، فضلا عن نبذ الفرقة والانكفاء، بالإضافة إلى ترصيد ملكات الشباب كفاعلين في بلدانهم الأصلية، ومقبلين على تقاسم مداركهم وملكاتهم. وحظي الجانب المغربي في نونبر 2018 برئاسة الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، كأول رئاسة عربية-إفريقية لهذه المنظمة الدولية، التي تلتئم فيها الشبيبات الحزبية لأحزاب اليمين الوسط في العالم. وفي كلمة بالمناسبة أكد رئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، عبد المجيد الفاسي الفهري، أن انتخاب المغرب لرئاسة هذه الهيئة ، يرسخ مساعي المملكة الحميدة لتحقيق السلم عبر العالم، مستشهدا بالزيارة التاريخية للبابا فرانسيس بدعوة كريمة من أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي شكلت “عنوانا بارزا للتسامح ونبذ الهويات الهدامة”. وشدد السيد الفاسي الفهري على أهمية دور الشباب في المساهمة في بناء واقع أكثر عدلا ومساواة، وأقل فقرا وتمييزا، لافتا إلى أن تحقيق هذا المبتغى يستلزم توحيد الجهود، كل من موقعه، قصد صياغة بدائل لتحقيق تغيير ينسجم وطموح الشباب. اقرأ أيضا: المغربية للألعاب والرياضة تطلق تطبيقا محمولا "نتحركو في الدار" لممارسة الرياضة في البيت وبعدما ذكر بأن الشباب أضحى أكثر وعيا بحجم تداعيات النظام العالمي، قال رئيس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي، إن شباب القرن الواحد والعشرين أبان عن التزام بين بقضايا عالمية كبرى من قبيل الطاقات المتجددة وإشكالية الهجرة، مشيرا إلى أن المنتدى يعد فضاءا لتبادل الآراء، وفق منهجية مؤسساتية تشرك الشباب، قصد كسب التحديات. وفي كلمته، قال الأمين العام لحزب الاستقلال، السيد نزار بركة، إن الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي يضم أعضاء ينحدرون من بلدان أمريكا اللاتينية، وإفريقيا، وآسيا، بالإضافة إلى العديد الدول العربية، مضيفا أن المنتدى سينكب على بسط مواضيع تتعلق بالهجرة والطاقات المتجددة والانتقال الطاقي. وأكد السيد بركة أن اختيار شعار “التنمية الإنسانية في خدمة السلام العالمي” اختيار دال للغاية، لأن الأمر يتعلق بمواضيع أساسية تستشرف الآفاق قصد بناء المستقبل، لافتا إلى أن جلستي المنتدى اللتين ستتناولان تباعا، كلا من الطاقة ورهانات الانتقال الطاقي، والهجرة وآثار الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والنظامية والمنتظمة، “تعكسان ريادة وانخراط المغرب، والقبول والاعتراف اللذين يحظى بهما لدى المنتظم الدولي”. وانتهز الأمين العام لحزب الاستقلال الفرصة لتفنيد مغالطات ومزاعم تظل لصيقة بالهجرة، من قبيل أن نسبة 80 بالمئة من الهجرة الإفريقية موجهة نحو أوروبا، في حين تتم هذه النسبة داخل القارة الإفريقية ، و20 بالمئة المتبقية خارجها، مستعرضا في المقابل استراتيجية المملكة في ما يتصل بتدبير مسألة الهجرة، من خلال إرساء مقاربة خاصة تسم الهجرة بمسحة إنسانية . أما رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، نور الدين مضيان، فأكد أن موضوع “التنمية الإنسانية في خدمة السلام العالمي” يعد عنوانا لكل القضايا الراهنة، ويلخص بتركيز خارطة الطريق التي يتعين سلوكها لتحقيق أهداف التنمية، لافتا إلى أن منتدى الحرية يصبو إلى السلم العالمي، حتى تلتئم النيات الحسنة في إطار وحدة المصير الإنساني. وأكد السيد مضيان أن المملكة المغربية تعد قبلة للتعايش الثقافي والديني ومنارة عالمية للحوار بين الحضارات، مشيرا إلى الأبعاد الإنسانية التي يتحلى بها المواطن المغربي والتي تتجلى في قبول الآخر والحوار وهو ما كرسه أيضا منطوق الوثيقة الدستورية. اقرأ أيضا: كوفيد 19 : إقليموزان خاليا من فيروس كورونا المستجد بعد شفاء الحالة الوحيدة كما شدد رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب على أن تحقيق السلام يمر حتما عبر تحقيق التنمية المستدامة التي عمادها الشباب، معتبرا أن خلاصات المنتدى ستغني وتبلور لامحالة توصيات من شأنها الإسهام في صياغة سياسات عمومية أكثر إنصافا وإنسانية وشمولية. يذكر أن أشغال المنتدى ستنتظم في جلستين لتناول موضوعي الطاقة ورهانات الانتقال الطاقي، والهجرة وآثار الميثاق العالمي للهجرة الآمنة والنظامية والمنتظمة. وقد تأسس الاتحاد الدولي للشباب الديمقراطي سنة 1981، وهو يضم في عضويته أكثر من 81 دولة.