كما أشرنا في الحلقة السابقة، فإن الأغنية القومية خاصة المتعلقة بفلسطين ،كانت في صلب أغاني ناس الغيوان وجيل جيلالة وباقي المجموعات الأخرى. في حقبة الثمانينات انتشرت ،بشكل واسع، ما يعرف بالأغنية الملتزمة، كان على رأسها إذاك كل من الشيخ إمام كقادم من سنوات السبعينات، ثم مارسيل خليفة. الذي أصبح يشكل «موضة» لدى الشباب بمعية أميمة الخليل، أحمد قعبور، فرقة الميادين ومصطفى لكرد وعبد الله حداد وجوليا بطرس. على ذكر جوليا بطرس لا يعلم الكثيرون أن ناس الغيوان، قدمت عملا مشتركا مع هذه الفنانة، تحت عنوان «انتفاضة» ، وهذا العمل قدم على نطاق واسع في المدن الليبية. تقول هذه الأغنية: «دومي يا انتفاضة دومي ب حجارك دومي ب صغارك دومي ضد جيوش الاحتلال الشهادة بالله غيرك ما يكون منظومي ف ليلي ويومي سمايا وغيومي حجرة وطفل بهم هجومي ضد الاستعمار.. فكل انتظار ضد جيوش الاحتلال الشهادة بالله غيرك ما يكون منظومي ف ليلي ويومي سمايا وغيومي حجرة وطفل بهم هجومي ضد الاستعمار... ف كل انتظار ضد جيوش الاحتلال...» كما أنتجت ناس الغيوان ،بمعية هذه الفنانة، أغنية «»لماذا« « . بالعودة إلى الأغنية الملتزمة، طفت على «سطح» الفن المغربي الملتزم أسماء فرق وفنانين يعالجون «أم القضايا العربية»، فلسطين، نذكر هنا سعيد المغربي ، سعيد هبال ، جمال الدين بك، صلاح الطويل ورشيد كروان، والنورس، والرائد وغيرها من الفرق... انتشرت الأغنية الملتزمة وسط الطلبة ووسط شباب الأحزاب والمنظمات والجمعيات، وأصبحت تعوض الفنانين المحترفين المغاربة، الذين لم يكترثوا كثيرا لهذه الموجة، لكن جيل جيلالة والغيوان ولمشاهب، ستصدح بطريقتها المغربية الأصيلة، هنا يذكر المتتبع لمسار المجموعات الغنائية المغربية، السهرة التي نقلتها التلفزة الوطنية سنة 1979 من الرياض العاصمة السعودية، وهي السهرة التي تدخل في إطار الأسبوع الثقافي المغربي بالسعودية. وخصص النقل المباشر لهذا الحفل حيزا كبيرا لمجموعة جيل جيلالة، التي ستؤدي أغنية «»القدس««، وهي الأغنية التي تفاعل معها الجمهور السعودي بشكل لافت، كما تفاعل معها المغاربة كثيرا ولقيت نجاحا واسعا... «يا الخالقني صار كل عربي ف أرضك مشطون وكل كلامك عدل وإحسان لين بهاد القهرة طغى سكين الصهيون أو من بلاهم.. فانياني شلا أحزان العربي خويا وجيل واحد قاهراه الغربة العربي خويا وقلب واحد دامياه الحربة العربي خويا وشحال من عربي ساكن خربة العربي مزاوك في الركنة دايخ ب الجدبة تارة يصيح نايح تارة يهبى العربي فين أيامك ماك جمد ف الركبة العربي غير حالك قبل تجور النكبة القدس تناديك يا العربي جاوب الرغبة». على إثر هذا الحفل، الذي تألقت فيه جيل جيلالة كثيرا، ستتم استضافتها من طرف أمير الرياض إذاك في قصره، ليدخل مع أعضاء الفرقة في حوارات حول التراث المغربي ،والأغنية المغربية، والعربية عموما، في لقاء حميمي محض. من الأغاني الجميلة التي أنتجتها ذات المجموعة بخصوص القضية الفلسطينية هناك أغنية رائعة، قليل من جمهور الشباب استمع إليها ،وهي أغنية »»الجفرية»«، والتي كتبها ذات الشاعر الذي دون أغنية »»سبحان الله»« لناس الغيوان، وهو الشاعر المرحوم «المؤقت»، الذي عاش في القرن التاسع عشر الميلادي، تقول هذه الأغنية: «سبابي ف الكلام نوضح بالتبيين شروط الساعة، نصيف حاله ف الزمان بها الجفار خبرو باقي سنين نظروها ف اللواح باحوا ب الكتمان قالوا ياتي عام يظهر تخواض العين ويفرعن الجران ف جميع الويدان تقوى الدياب والسبع يرجع مسكين موكة كاتصول على جميع الميزان ناس الرفعة تخمد يعلا من هو شين واهل الرتبة تعود خفضة بعد الشان يا عجبا الحق يبقى بين وبين ريح النصرة قريب يعم فلسطين به البشرة تبان عزال العربان». وهي من أروع الأغاني التي صدحت بها جيل جيلالة، لكنها لم تصادف الانتشار الذي تستحقه. ناس الغيوان ،من جهتها ، أنتجت ألبوما بعنوان «»فلسطينيا«ت» يضم ثلاث أغان رائعة تتطرق للقضية الفلسطينية، دون إغفال تناول المجموعة للموضوع في العديد من الأعمال الأخرى.