رياضة الملاكمة بسوس رياضة حاضرة بإنجازاتها رغم غياب الإهتمام بها، فهي «تعاني» الوجود أو التواجد بفضل قلة من محبيها وممارسيها الذين يبذلون المستحيل لتصمد هذه الرياضة التي لا تستفيد من أشكال الدعم التي تحتكرها رياضات أخرى. وتتواجد بسوس، وتحديدا بمدار أكادير الكبير، ثمانية أندية للملاكمة هي تبعا لتاريخ تأسيسها : النادي البلدي حسنية أنزا عين الشفا إنزكان الملاكم السوسي للدشيرة الجهادية أولمبيك الدشيرة شباب سوس لإن ملاكمة بسوس :زكان أمل الدشيرة نجم أنزا الإتحاد الإفريقي لتاراست بإنزكان. ومقابل هذا تغيب بالمنطقة عصبة جهوية تمثل هذه الأندية وتدافع عن مصالحها، ويساهم وجودها في الرفع من عدد الأندية بالمنطقة التي تبقى تابعة لعصبة الجنوب الساحل التي يتواجد مقرها بأسفي, وللإقتراب أكثر من واقع الملاكمة بسوس كان لنا اتصال بأحد الوجوه التي قدمت الكثير لهذه الرياضة سواء كممارس أو كمسير ومدرب. ويتعلق الأمر بالبطل ميلود ربحي الرئيس الحالي للنادي البلدي حسنية أنزا، والذي يشرف في نفس الوقت على تدريبه. وقد مارس الملاكمة من سنة 1978 الى سنة 1993، وذلك بنادي أنوار سوس، والنادي الحسني، ثم نادي رجاء أكادير. ويتعلق الأمر بنفس النادي الذي كان يجري تغيير اسمه. وقد كان ربحي ميلود بطلا في الوزن نصف الثقيل 81 كلغ، وسبق له أن شارك في بطولة المغرب وفاز بخمس من ألقابها، كما شارك ضمن المنتخب الوطني بين سنتي 1987 و 1992، ولم تتح له فرصة مرافقته خلال الألعاب الأولمبية لبرشلونة نظرا لإصابته بكسر. وحول وضعية الملاكمة السوسية يقول ميلود ربحي: «الملاكمة بسوس أعطت الكثير ولم تتلق أي شيء. والمساعدة الوحيدة التي نتلقاها تصلنا من بلدية أكادير التي وضعت رهن إشارتنا الفضاء الذي نتدرب فيه. أما الوزارة الوصية على الرياضة فهي، من خلال مندوبيتها الجهوية، لا تقدم لنا أي شيء. فوضعية الملاكمة بالمنطقة هشة، فهي رياضة مهمشة لا تجد أي اهتمام، وحتى جمهورها يبقى جمهورا خاصا ومحدودا. «ورغم هذه الوضعية ، فالأندية حسب إمكانياتها تحاول أن تحقق بعض الألقاب والإنجازات. فالنادي الدي قمت بتأسيسه سنة 1994، وهو حسنية أنزا تمكن عدد من أبطاله من انتزاع عدة ألقاب وطنية، أذكر منهم محمد السنصار، وزن 81 كلغ، والذي فاز بثلاثة ألقاب للبطولة الوطنية، وانتزع الميدالية الفضية خلال الألعاب العربية التي جرت بمصر. كما سبق له أن وصل لدور الربع، محتلا الرتبة الرابعة، خلال بطولة العالم «شبان» التي سبق لمدينة أكادير أن احتضنتها. هناك كذلك الحسين غطاس، وزن 54 كلغ، الذي فاز بدوره بلقبين لبطولة المغرب.، وعبدالرحيم خربوش، 51 كلغ، الفائز بلقب واحد. ونفس الشيء بالنسبة لعزيز عوادة في وزن 69 كلغ.» وبالنسبة للعلاقة بكل من الجامعة وعصبة الجنوب الساحل بآسفي أكد لنا السيد ربحي على ما يلي: «هناك غياب عصبة جهوية، فنحن تابعون لعصبة الجنوب - الساحل بأسفي وتطرح بالنسبة لنا مشكلة البعد. فهناك ضرورة لتواجد عصبة بسوس، علما أن العصب الجهوية للملاكمة بالمغرب لا يتجاوز عددها ثماني عصب. وتبقى علاقاتنا بكل من الجامعة أو العصبة علاقات طيبة. إلا أن هناك مشكلا نعاني منه بمرارة بسوس وهو مشكل التحكيم. فأنديتنا خلال التظاهرات الوطنية تتعرض لأشكال من الجور والظلم، حيث أن آفة التحكيم تقوم بتغييب أبطال حقيقيين بإمكانهم تعزيز منتخبنا الوطني. وأنا أعتبر أن أساس الإرتقاء بهذه الرياضة النبيلة يتمثل في ضمان تحكيم نزيه وليس تحكيم زبوني. ونحن نأسف لكون رئيس الجامعة يغيب لديه الإهتمام بهدا الجانب الذي يسيء كثيرا لهذه الرياضة.» وعموما فمنطقة سوس تتوفر على طاقات بإمكانها أن تقول كلمتها في هذه الرياضة التي تحتاج الى دعم حقيقي والى بذل جهد تواصلي كبير لاستعادة جمهورها الذي لا يمكن استقطابه إلا بتكثيف التظاهرات. هذا دون أن ننسى أن مدينة الإنبعاث أكاديرعرفت اهتماما بهذه الرياضة النبيلة وذلك منذ عقود. ويكفي أن نذكر أنه قبل كارثة الزلزال تمكن ملاكم أكاديري في الوزن الخفيف، هو البطل أحمد القاسمي، من الفوز ببطولة المغرب خلال الموسم 1953/1954 . فهذه الرياضة لها عمقها التاريخي بالمدينة والمنطقة، وهو يفرض مجددا العمل على استعادته.