طقس حار نسبيا مرتقب اليوم الثلاثاء    إصابة مبابي … مفاجآت صادمة وغياب قد يصل ل 10 أيام!    شبان يعثرون على جثة أستاذ بشفشاون    حراك شعبي بالجزائر ينذر بتوسع الاحتجاجات على أزمة العطش الخانقة (فيديو)    إسبانيا تنوه بالتنسيق في إطار "مرحبا"    حادث يصرع شقيقين في إقليم سطات    مجلس النواب يحسم جدل "تناول الكلمة" ويتمسك بقانونية بته في طلبات البرلمانيين    كأس أوروبا 2024 (المجموعة الرابعة/الجولة الأولى).. فرنسا تفوز على النمسا بهدف نظيف    مساكن تفرح ضحايا الزلزال في الحوز    كأس أوروبا 2024 | هدف عكسي يُهدي فرنسا فوزًا ثمينًا أمام النمسا    الفنيدق :إحباط عمليات منظمة للهجرة السرية من بينهم جزائريين.    أمطار غزيرة على المشاعر المقدسة رغم تسجيل درجات حرارة قياسية    حزب تونسي: إلغاء تأشيرة الدخول للإيرانيين يهدد الأمن القومي للبلاد    ابتسام بطمة توجه رسالة قوية لمن فرّق أختها دنيا عن ابنتيها    زكرياء أبو خلال يؤدي مناسك الحج رفقة مزراوي    انتخابات تشريعية مبكرة.. انطلاق الحملة الانتخابية بفرنسا    السيد رشيد حلوزي مدير قصر الحفلات جنة بلاص بتطوان يهنئ صاحب الجلالة الملك بمناسبة عيد الأضحى المبارك    البنك الدولي: الزراعة في المغرب تساهم في انبعاث 44 مليون طن من غازات الاحتباس الحراري    نتنياهو يعلن حل "حكومة الحرب" بإسرائيل    الأمم المتحدة ترصد الحاجة إلى 183 مليار دولار سنويا لتعليم الأطفال في إفريقيا    أجواء عيد الأضحى المبارك نواحي الحسيمة (فيديو)    خطة ريال مدريد للتعاقد مع حكيمي لتعويض كارفاخال    ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 37 ألفا و347 شهيدا منذ بدء الحرب    الخو.. يرأس الوفد المغربي بملتقى التعاون الاقتصادي التركي العربي الدورة 22    إشبيلية الإسباني يُعلن رحيل القائد راموس    طقس أول أيام عيد الأضحى بالمغرب    بنموسى يرفض معادلة دبلوم أطر التوجيه بشهادة الماستر ويلقي بالكرة في ملعب ميراوي    بمناسبة عيد الأضحى .. جلالة الملك يتوصل ببرقيات التهاني    حجاج بيت الله الحرام يستقبلون أول أيام التشريق ويرمون الجمرات الثلاث    الآلاف من سكان الدريوش يؤدون صلاة عيد الأضحى وسط أجواء روحانية وإيمانية مَهيبة    موعد والقنوات الناقلة لمباراة المغرب والأرجنتين في أولمبياد باريس 2024    عيد الأضحى.. نصائح وتحذيرات من الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي والضغط    العفو الملكي عن دنيا بطمة.. والدة الفنانة تخرج عن صمتها    مع ولائم عيد الأضحى.. كيف تتجنب زيادة الوزن؟    حكيمي والمحمدي يحتفلان بعيد الأضحى في الناظور    الحجاج يستقرون في منى في أول أيام التشريق لرمي الجمرات    1484 شخصا يستفيدون من العفو الملكي بمناسبة عيد الأضحى المبارك    أسعار النفط تتراجع وسط ضعف الطلب الأمريكي    عيد الأضحى.. نصائح لتجنب اخضرار لحوم الأضاحي    تقرير: المغرب واجه 52 مليون تهديد سيبراني في 2023.. والبريد الإلكتروني هو الأكثر استهدافا    نفقات سفر سياح مغاربة إلى الخارج تستنفر مصالح المراقبة بمكتب الصرف    الأونروا: الأعمال القتالية مستمرة في غزة رغم إعلان الجيش الإسرائيلي    إصابة نحو 16 ألف شخص في تركيا خلال ذبح الأضاحي    ارتفاع عدد التصاريح الوحيدة على السلع ب 4,3 %    موسم الحج .. ضخ أكثر من 3 مليارات لتر من المياه العذبة خلال ثلاثة أيام    توجيهات بركة تبعد القيادات المرشحة للجنة التنفيذية عن التصريحات الإعلامية    مقتل 5 أشخاص في تصادم قطارين بالهند    6 نصائح غذائية لصحة أفضل في عيد الأضحى    ضربات تنهي حياة سياسي في منغوليا    وفاة مغربية أثناء أداء مناسك الحج    تنهش اللحم وتقتل بساعات.. رعب من انتشار بكتيريا جديدة    مرض "الإنهاك الرقمي" .. مشاكل صحية تستنزف الذهن والعاطفة    سعد لمجرد وحاتم عمور يثيران حماس جمهورهما ب"محبوبي"    الأكاديمي شحلان يبعث رسالة مفتوحة إلى وزير الثقافة .. "ما هكذا تؤكل الكتف"    أطروحة بالإنجليزية تناقش موضوع الترجمة    "الجسر الثقافي بين المغرب وإيطاليا"، معرض للصور الفوتوغرافية يحتفي بالخصائص الثقافية بين البلدين    خضع لحصص كيميائية.. تفاصيل جديدة حول وضع الفنان الزعري بعد إصابته بالسرطان    حفلٌ مغربي أردني في أكاديمية المملكة يتوّج دورات تدريبية ل"دار العود"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خواطر شريرة لعقل بريء

أجلس هنا وانا منهزم ومنكسر لهزيمة الإسلام في مصر كما قالوا لنا. لم يبق مسلم حق خارج حدود رابعة. لا يمكن أن نعود إلى بيوتنا وإلا معنى ذلك ان الله تخلى عنا وعن دين الإسلام. لايمكن ان يحدث هذا. أيعقل أن شيوخنا الأطهار قد تلاعبوا بنا؟ هل يمكن أن يكذبوا في أمر جلل كرؤية الرسول في المنام وهو القائل صلى الله عليه وسلم: «من رآني فقد رآني».
باسم يوسف
يا ألله أما آن لهذه الغمة أن تنكشف؟
أما حان الوقت أن ينصر الله دينه؟
كم من الصدمات التي يجب أن يتعرض لها عقلي؟
كم من الاختبارات يجب أن يتعرض لها يقيني وإيماني؟
مرقت هذه الأفكار في ذهني في الوقت الذى يمر علينا الأخ الفاضل باللافتات المكتوبة باللغة الإنجليزية. لا أعرف ما هو المكتوب على هذه اللافتات ولكن لا يهم المحطات الأجنبية جاءت لتغطى فاعليات اعتصامنا في رابعة ويجب أن نوجه رسالتنا لأمريكا وأوروبا.
نعم كان يقول لنا شيوخنا إنها دول كافرة فاسدة يتم السيطرة عليها بالإعلام الصهيوني النجس، ولكن نفس الشيوخ يقولون لنا إنه من المهم أن نطلب مساعدتهم، لا يهم الوسيلة، المهم الغاية، المهم نصرة الإسلام.
ألم نهتف الأسبوع الماضي مهللين مرحبين بخبر توجه سفينتين حربيتين إلى شواطئنا .يا أمريكا حررينا. ألا يعد ذلك استقواء بالغرب الفاجر؟ أليست هذه التهمة التي طالما ألصقها شيوخنا بأعداء الإسلام كالبرادعي وحمزاوي وهؤلاء النصارى عبدة الصليب؟
لكن لا يهم. فالغاية تبرر الوسيلة. ألسنا ندافع عن الإسلام؟
مر بجانبي شخص بملامح مختلفة عن باقي الموجودين هنا كأنه من خارج المكان والزمان.. ينظر إلى اللافتات التي بأيدينا وإلى الكاميرات وإلى فاعليات المنصة ثم ينظر إلى كأنه يقرأ أفكاري ويبتسم. يخرج مدونة صغيرة وقلما ويكتب شيئا ما.
من هذا؟
لا يهم، إحنا في ايه ولا في ايه؟ ارفع اللافتة كمسلم مخلص لمنهجي السلفي. فأنا كسلفي مطيع لشيوخي لا أرد لهم فتوى أو رأى. أتذكر حين كان شيوخي يقولون لي إن الإخوان جماعة ضالة مبتدعة ثم أجد نفس هؤلاء الشيوخ على منصة واحدة مع قيادات نفس الجماعة بعد الثورة.. لا أستطيع أن أفسر متى وكيف تغير موقف هؤلاء الشيوخ من الفتوى بعدم الخروج على الحاكم إلى التشدق بمبادئ الثورة. من تحريم الديموقراطية والانتخابات ومشاركة المرأة إلى السعي بكل قوة للحصول على كل صوت لذكر كان أو انثى.
أتذكر شيوخ الدعوة السلفية يوصونني بالتصويت لأبو الفتوح وليس محمد مرسى المرشح "الإسلامي"، فأجد نفسى في نفس معسكر اليساريين الكفرة الذين صوتوا لأبو الفتوح. ثم تأمرني قياداتي بأن أقف بجانب مرسى في الإعادة في حين يجلس ياسر برهامي مع شفيق سرا فيكذب ويكذب حتى يعترف أنه فعل ذلك.
أتذكر الصالة المغطاة لاستاد القاهرة حيث أعلن رئيسنا المسلم الجهاد في سوريا وسانده وعضده شيوخي وعلمائي. نعم أتذكر هذا المؤتمر. حيث رددنا "آمين" والشيخ عبد المقصود يدعو على أعدائنا وأعداء الدين.
أتذكر شيوخي وعلمائي وهم يعدوننا للمعركة المقبلة لمعركة ثلاثين ستة. ولكن يا إلهى، ما هذه الأعداد التي نزلت إلى الشارع؟ كنا نعرف أن هناك كفارا في البلد ولكن كيف لمصر الإسلامية أن يعيش في جنباتها كل هؤلاء المشركين والملاحدة وأذناب الكنيسة كما يقولون لنا؟
حسنا هي إذن معركة شرسة على الإسلام ولكن الله غالب على أمره. ألم يكونوا يقولون لنا إنه إن سقط مرسى والاخوان سيسقط الإسلام؟ لا يهم الكلام عن جماعة مبتدعة وضالة الآن. التعليمات الجديدة تقول إن سقوطهم يساوى سقوط الإسلام.
وسقط مرسى.
أين شيوخنا؟ أين علماؤنا الذين كانوا في حضرة الرئيس المسلم منذ أسابيع؟ ألن يقفوا في وجه هذا العدوان الصارخ على الإسلام؟ لا بد أنهم ممنوعون من الظهور، ولكن ها هو صفوت حجازي يعلن أنه ليس هناك شيء يمنعهم ويتهمهم بالتعاون مع السلطة الانقلابية أعداء الإسلام. شيوخنا يجلسون في البيوت ويتركوننا في هذه المعركة وحدنا؟ لا غير صحيح. لا يمكن أن يكون صحيحا، ولكن ها هو حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية يجلس وراء وزير الدفاع وهو يقرأ بيان عزل رئيسنا المسلم. كيف يجلس أعضاء حزب النور مع أعداء الإسلام بينما قياداتهم وقواعدهم معنا هنا في رابعة التي قاطعها شيوخهم؟
أليس من هؤلاء الشيوخ محمد حسين يعقوب الذى صرخ فينا "لديكم رئيس ملتح حافظ لكتاب الله، ألا تكبرون؟"
ألم يكن بينهم الشيخ العلامة محمد حسان الذي قال لنا إن مرسي لديه شرعية نبوية وشرعية قرآنية؟ أليس الأولى به أن يقود حربنا لاسترجاع الإسلام؟ ألم يدع الشيخ حسان للجيش في وقفة عرفات منذ عام مضى؟ أليس هؤلاء الذين أعلنوا الولاء والمبايعة للمشير طنطاوي؟ ألم نهتف من التحرير للمشير بأنه الأمير؟ فكيف نهتف بأن الجيش عميل وخائن اليوم؟
عقلي يكاد ينفجر. وأنا أجلس الآن مع أخي الإخواني . نتجاذب أطراف الحديث. نسترجع معا النبوءات والتجليات والبشائر التي كان يزفها إلينا الشيوخ على منصات التحرير ثم رابعة.
أتذكر الشيخ أبو الأشبال وهو يحذرنا أن من لم ينتخب أبو إسماعيل فهو آثم. نعم، وكان هناك شيخ آخر بالتحرير يحدث بالرؤيا التي رأى فيها أحدهم الرسول وهو يدخل المسجد النبوى ويسأل عن أبو إسماعيل ويقول إن الله راض عنه.
يذكرني أخي الإخواني بكل هؤلاء الشيوخ الذين حذرونا أيضا أن من لم يصوت بنعم على الاستفتاء ومن لم يصوت لمرسي، فهو آثم قلبه أيضا.
نسترجع معا هذا الفيديو الذى يقسم في الشيخ أن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) قد قدم مرسي عليه لإمامة الصلاة؟
ألم يطلع علينا شيخ آخر ببشرى أن جبريل يصلى معنا في رابعة؟
ألم نهلل لهذا الشيخ الثالث ويحكى رؤيا ينام فيه الرسول على فخذه ثم يظهر مرسي فينام على فخذه الأخرى؟
صديقي الإخوانى لا يقل عنى حيرة. كم سمع من قياداته هذه الخطب التي تشبه مرسي وخيرت الشاطر بسيدنا يوسف وسيدنا لقمان بل وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
يتساءل معي كيف بعد كل هذه التشبيهات بالأنبياء والرسل والصحابة ووقوف جبريل والملائكة وإرادة الله معنا، كيف نهزم بعد كل ذلك؟
أنكون على ضلال؟
أتكون هذه البشائر كاذبة؟ ولكن الشيوخ لا يكذبون. إنهم أهل العلم. إنهم أولو الأمر. ربما يكونوا قد غيروا بعض الحقائق ولكن كان هناك دائما مبرر شرعي. ألا نسعى كلنا لإقامة الدولة الإسلامية حتى لو كان بالكذب والغش وتغيير المواقف؟ المهم درء المفاسد. المهم ان نصل إلى مبتغانا.
أمرونا أن نقطع الطريق على الطرق وكوبرى أكتوبر. نعم هذا مخالف للعقيدة وحديث إماطة الأذى عن الطريق. ولكن لا يهم، المهم أننا سنقوم بأداء صلاة التراويح بعرض الكوبرى حتى يأتي الامن المركزي ويقوم بتفريقنا. ليس هناك أفضل من تصوير العنف مع المصلين لإثارة المشاعر الدينية عند المصريين.
جلست في ركن بعيد وأنا أتذكر كم الوعود التي أخلفت، والأحلام والتنبؤات والرؤى التي يظهر فيها الرسول يؤيد رموزنا وقادتنا. أتذكر الالعاب السياسية من رفض القرض الربوي إلى اللهاث وراء قبوله.. من الهجوم على أمريكا الكافرة إلى شهر العسل معها بل والاستقواء بها وهتافنا في رابعة "يا أمريكا حررينا".
أجلس هنا وانا منهزم ومنكسر لهزيمة الإسلام في مصر كما قالوا لنا. لم يبق مسلم حق خارج حدود رابعة. لا يمكن أن نعود إلى بيوتنا وإلا معنى ذلك ان الله تخلى عنا وعن دين الإسلام. لا يمكن ان يحدث هذا. أيعقل أن شيوخنا الأطهار قد تلاعبوا بنا؟ هل يمكن أن يكذبوا في أمر جلل كرؤية الرسول في المنام وهو القائل صلى الله عليه وسلم: "من رآني فقد رآني ".
هل يدرك هؤلاء الشيوخ ماذا يمكن أن يحدث لإيمان ويقين هؤلاء البسطاء إذا تبين أن كل ذلك كذب؟
أيعقل ان قيادات الاخوان والسلفيين يعلمون يقينا أن ما يرددونه على المنصة كذب، وأنهم يفترون على الله ورسوله وهم يعلمون ولكنهم يفعلون ذلك لأن الغاية تبرر الوسيلة؟
يا رب هل أنت راض عن هؤلاء الذين تلاعبوا بالآيات والأحاديث وحتى بالأحلام من أجل مكاسب سياسية قذرة؟ هل استبدلنا الصدق والأمانة بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة؟
نظرت بجانبي فوجدت هذا الشخص الغريب مرة أخرى. كان يحتسي كوبا من الشاي ويسحب نفسا طويل من سيجارته وهو ينظر مبهورا تجاه المنصة
عرض علي أن آخذ سيجارة منه ولكنني رفضت بشدة.
بادرته بالسؤال: "الأخ منين؟"
"مش مهم أنا منين. المهم انا جاي هنا أعمل ايه. انا جاي أتحسر على كل تاريخي وإنجازاتي وأفكاري. عارف مبدأ الغاية تبرر الوسيلة اللي انت قارف نفسك بيها دي؟
صعقت واندهشت، كيف يقرأ هذا الرجل أفكاري؟
"لا تقلق، انا جاي هنا اتعلم من أول وجديد".
يا إلهى من ذلك الرجل. وماذا يقصد؟
سألته: "عذرا يا أخي، ممكن أتعرف بيك" اسم الكريم إيه".
مد يده مصافحا لي قائلا : ?اخوك ميكيافللى. انا ماجيش حاجة جنب الناس دول. سلامو عليكم?.
ثم أخرج ورقة وقلما ودون فيما يبدو لي انها ملاحظات أخيرة، ثم اختفى بين الحشود الكثيفة وهى تكرر النداء من المنصة
"قادم قادم يا إسلام".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.