هو دخول سياسي و اجتماعي بطعم الأزمة و الانتظارية و الأسئلة المؤرقة .. دخول يتميز عن سابقيه بالمفاوضات الدائرة و المستمرة لإخراج النسخة الثانية من حكومة عبد الإله بنكيران و ما ترتب عن ذلك من نقاش و كلام بين مختلف الفاعلين داخل الحقل الحزبي و الحياة السياسية بشكل عام . الملمح الجوهري الذي يسم في الحقيقة هذا الدخول.. بشهادة جل الملاحظين و الباحثين.. هو التعديل الحكومي، و الباقي تفاصيل في أجندة سياسية مفتوحة على المجهول . لا أحد في مغرب اليوم مرتاح للوضعية الاقتصادية و الحالة الاجتماعية و الواقع السياسي ، منضاف إلى ذلك وضع الحكومة الحالية الذي يكاد يتفق الجميع .. إلا من هو مصاب بحول سياسي .. على أن هذه الحكومة أدخلت المغرب في انتظارية قاتلة مؤسسة لشروط و مؤشرات إنتاج حالة «الأزمة» ... التقارير الدولية و الوطنية موقعت المغرب الاقتصادي و الاجتماعي في خانة التراجعات .. و حكومة بنكيران تستعير سيف دونكشوط لمحاربة طواحين السياسة .. و لا تقدم و لا تغيير و لا مباشرة إصلاحات، سوى التصريحات البلهاء و بعض من عجرفة حزبية تتحدث عن شرعية صناديق الاقتراع دون استحضار البعد الاستراتيجي في التعامل مع قضايا البلاد . هناك من المراقبين و الباحثين من يرى أن هذا الدخول السياسي سيكون مكلفا لو استمرت هذه الحكومة على نفس النهج .. بل هناك من تمنى أن ترحل حكومة بنكيران و الدعوة إلى انتخابات سابقة لأوانها .. بدل هذه البهرجة و الجرجرة المعاشة بدون فائدة داخل جزء من السلطة التنفيذية ، الباحثون الذين أخذتهم الجريدة لم تخرج آراؤهم عن نقد مباشر أو تحفظ واضح على الوضع السياسي و الحكومي بشكل عام .. هذه الورقة محاولة للإطلالة على الراهن السياسي من نافذة أكاديمية بحثة و صارمة. د. ادريس لكريني خطاب «المظلومية» لن يحل الإشكالات الكبرى المطروحة على البلد هذا الدخول يبدو متميزا باستحضار التحديات التي واجهت و ستواجه حكومة بنكيران. لعل التحدي الواضح الذي يقف فارضا نفسه، هو الارتباك أو الشرخ الذي أثر على أدائها بعد انسحاب حزب الاستقلال الذي له وزنه في غرفتي البرلمان و عودته إلى الاصطفاف مع حليفه التاريخي الاتحاد الاشتراكي في المعارضة. التحدي الآخر الذي أثر و سيؤثر على الحكومة الحالية و خصوصا حزب العدالة و التنمية .. هو الشعارات المرفوعة في الحملة الانتخابية التي تتحدث عن مكافحة الفساد.. بعد سنتين تقريبا يظهر أن ذلك بقي مجرد كلام في الهواء، ملفات فتحت لكي تغلق في اليوم الموالي.. التحدي الثالث، هو هذا التأخير في تدبير التعديل الحكومي و ما يرتبط به من تحالف جديد .. الأسئلة التي تفرض نفسها .. هل يستطيع بنكيران تدبير الاختلاف الحكومي بديمقراطية و انفتاح أكثر .. هل سيتجاوز المعضلات السابقة التي أدت إلى إسقاط التحالف الأول.. هل سيستطيع تدبير الإشكالات الكبرى .. هل سيظل بنكيران يردد خطاب المظلومية, أم أنه و حزبه سيعلن عن حقيقة ما يقع . الرهانات كبيرة في محيط إقليمي و عربي متقلب .. و نحن نعيش تجربة دستورية جديدة .. نفترض تجاوز هذه الارتباكات التي وسمت تعامل مختلف الفاعلين مع هذه المرحلة المفصلية و الانتقالية في تاريخ البلاد . خطاب «المظلومية» لن يحل الإشكالات الكبرى المطروحة على البلد هذا الدخول يبدو متميزا باستحضار التحديات التي واجهت و ستواجه حكومة بنكيران. لعل التحدي الواضح الذي يقف فارضا نفسه، هو الارتباك أو الشرخ الذي أثر على أدائها بعد انسحاب حزب الاستقلال الذي له وزنه في غرفتي البرلمان و عودته إلى الاصطفاف مع حليفه التاريخي الاتحاد الاشتراكي في المعارضة. التحدي الآخر الذي أثر و سيؤثر على الحكومة الحالية و خصوصا حزب العدالة و التنمية .. هو الشعارات المرفوعة في الحملة الانتخابية التي تتحدث عن مكافحة الفساد.. بعد سنتين تقريبا يظهر أن ذلك بقي مجرد كلام في الهواء، ملفات فتحت لكي تغلق في اليوم الموالي.. التحدي الثالث، هو هذا التأخير في تدبير التعديل الحكومي و ما يرتبط به من تحالف جديد .. الأسئلة التي تفرض نفسها .. هل يستطيع بنكيران تدبير الاختلاف الحكومي بديمقراطية و انفتاح أكثر .. هل سيتجاوز المعضلات السابقة التي أدت إلى إسقاط التحالف الأول.. هل سيستطيع تدبير الإشكالات الكبرى .. هل سيظل بنكيران يردد خطاب المظلومية, أم أنه و حزبه سيعلن عن حقيقة ما يقع . الرهانات كبيرة في محيط إقليمي و عربي متقلب .. و نحن نعيش تجربة دستورية جديدة .. نفترض تجاوز هذه الارتباكات التي وسمت تعامل مختلف الفاعلين مع هذه المرحلة المفصلية و الانتقالية في تاريخ البلاد . د.محمد الغالي ذهاب حكومة «تصريف الأعمال» أرحم من إكمال ولايتها تبين, و إلى حدود اليوم, أن كل النقاش و كل الاهتمام واقع على الفاعل الحكومي من منطلق نقدي صارم .. حيث أن الدخول السياسي و الاجتماعي يوجد في صميم هذا النقاش .. و عليه نعتبر حكومة بنكيران هي حكومة تصريف أعمال، على اعتبار أنها ليست حكومة سياسية .. فهي لا تتخذ قرارات حاسمة ، و الحزبية هي المتغلبة في إدارة و تدبير دواليب الحكومة . و ظهر أن الأحزاب تتسقط هفوات و أخطاء بعضها البعض . ثم إن التعامل الحكومي يقوم على الفكرة القطاعية دون احترام مبدأ «الالتقائية» .. و كل حزب يحاول أن يصنع واقعا يخدم أجندته الانتخابية من خلال القطاعات الوزارية التي يشرف على تسييرها. مع مرور الوقت .. رئيس الحكومة يفقد صبغته السياسية ، و استمرار الوضع على ما هو عليه .. سيكون اللجوء إلى انتخابات سابقة لأوانها ذو كلفة أرحم من إكمال ولاية هذه الحكومة. د.محمد ضريف هاته الحكومة تعمل على مخاصمة المغاربة مع السياسة أهم ملمح يمكن تسجيله بمناسبة هذا الدخول السياسي و الاجتماعي في الراهن المغربي، هو قرب الإعلان عن تشكيل النسخة الثانية التي يقودها حزب العدالة و التنمية، و التي رغم الإعلان عن هذه النسخة .. فإن التحديات الكبرى المطروحة التي تحتاج أن ترفع من قبل هذه الحكومة ستظل عالقة . الإشكال في تقديري .. ليس في تعويض حزب بحزب منسحب، الإشكال مرتبط بطبيعة الآليات المعتمدة من قبل الفاعل الحكومي و التي تبدو غير فعالة. أكيد و في السياق ذاته، على أن خروج النسخة الثانية للحكومة له كلفة سياسية.. و ينظر إليه كنوع من الترميم. الرأي العام سيتعامل مع هذه الحكومة تعاملا خاصا، لأن هناك أطراف داخلها اتخذت مواقف متوترة إزاء بعضها البعض كالأحرار و البيجيدي، و اليوم يريدون التعامل في إطار صفحة جديدة و كأن شيئا لم يحدث، بنوع من احتقار لذاكرة المغاربة و هذا سيمس من المؤكد.. بمصداقية العملية السياسية و المراهنة على تكريس ثقافة جديدة في الممارسة الحزبية .. هذه الحكومة لن تساهم في مصالحة المغاربة مع السياسة . الدخول الاجتماعي فيه شقين .. ملف التعليم و قد تحدث الملك عن الأزمة و عن الدور السلبي لهذه الحكومة في تعميق هذه الأزمة، الكل ينتظر الإجراءات و التدابير التي ستتخذ ، في ظل واقع من الانتظارية التي لها سلبيتها على القطاع.. الشق الثاني مرتبط بالحوار الاجتماعي بين الحكومة و النقابات، و هو الحوار الذي لم يجتز عنق الزجاجة كما يقال .. و ها نحن نرى ما يصدر عن المركزيات النقابية من تلويح للإضراب لإلزام الحكومة باحترام تعهداتها.