كعادته، وحرصا منه على تسجيل مواقفه بشأن المسرح المغربي وقضاياه، اختار مسرح البدوي أن يخصص بيانه بمناسبة اليوم الوطني للمسرح، الذي يصادف 14 ماي من كل سنة، لتخليد ذكرى ميلاد هذه الفرقة، التي يمتد عمرها ل 62 سنة، واستعراض أهم المحطات التي رافقت هذه الفرقة طيلة هذا المشوار الفني المليء بالعطاء. فهذا "المسرح المناضل، الذي ولد بالدار البيضاء سنة 1952 من رحم الحركة الوطنية، و ترعرع في كنف زعمائها وقادتها الذين تبنوه آنذاك لحشد الجماهير و توعيتها من خطر استمرار المغرب تحت وطأة الاستعمار الغاشم وتحفيزها على النضال و المقاومة الشريفة حتى الاستقلال لتبدأ بلدنا مرحلة العهد الجديد، ويبدأ مسرحنا مرحلة جديدة في بناء الوطن تجاوزنا فيها كل مظاهر التعسف الإداري و التضييق في فرص الشغل، التي كانت تقدم لفرق السلطة على طبق من ذهب و ذلك من خلال برامجنا السنوية التي انفتحت على الصف الديمقراطي و على ما أصبح يعرف اليوم بالمجتمع المدني." وأشار البيان إلى أن هذه الفرقة كانت تقدم عروضها "في المدن و القرى، في الأرياف و الجبال، في المصانع و المناجم، في المدارس و الاعداديات و الثانويات و رحاب الجامعات، في المستشفيات و ملاجئ الأيتام، في المخيمات الصيفية لفائدة أبناء العمال، بل وفي الخطوط الأمامية للقوات المسلحة الملكية و هي تواجه الموت دفاعا عن حوزة الوطن، قدمنا عروضا مسرحية متنوعة من المسرح المغربي و العربي والعالمي، بالإضافة إلى إنشائنا لمركز تكوين الممثل التابع لمسرحنا بالمجان: و الذي عوض ولازال غياب معاهد وطنية للتكوين المسرحي: تخرج منه أجيال من الفنانين العاملين في الحقل الفني ببلدنا و هكذا أصبحت تجربتنا المنفردة والتي تجاوزت عقدها السادس الآن بكل فخر نموذجا يكاد يكون وحيدا لتجربة "المسرح المستقل" في وطننا العزيز باتت مادة علمية للباحثين و الدارسين للمسرح في الجامعات المغربية و العربية و الدولية ". واعتبر البيان أن ما يعيشه المغرب من تحول ديمقراطي، كان بفضل أجيال من المناضلين الشرفاء، وفي طليعتهم رجال المسرح و نساؤه و المبدعون الحقيقيون الذين آمنوا بدور المسرح الطلائعي في الإصلاح و التغيير و إرساء قواعد الديمقراطية، الذين صبروا و ناضلوا حيث مورس عليهم جميع أنواع الإقصاء و التهميش و الإرهاب الفكري والإذلال والتفقير والإهانة من طرف رموز الفساد و فلول الاستعمار و كتائبهم في الثقافة و الإعلام. وأشار البيان إلى أنه يحتفل هذه السنة بذكرى 62 سنة على تأسيس مسرح البدوي، و بذكرى اليوم الوطني للمسرح، إلى أن الأمل كان كبيرا أن نحتفل ونخلد هذا اليوم الوطني للمسرح المغربي و أب الفنون "في حالة أفضل من هذا الحضيض، الذي يمنع المسرح عامة والمسرح الاحترافي خاصة من أن ينطلق نحو الآفاق الأرحب، التي ارتادتها له الحركة الوطنية، وهي تعقد الآمال العريضة على أن يكون المسرح المغربي قاطرة النمو و التغيير المنشود . كان الأمل عريضا في أن يحل هذا اليوم الوطني ومسارح المملكة مضاءة، حيث البنية التحتية قد تحققت و حيث المعاهد ترعى الأجيال وتزرع في نفوسهم حب الثقافة و الفنون وتقدير الرواد ورموز الوطن في كل المجالات، و حيث الفرق المحترفة و الجمعيات الهاوية تجد المناخ الملائم للإبداع والإشعاع بوازع وطني محض. (... )