شكل في حقبة التسعينات واحدا من أبرز لاعبي المنتخب الوطنية، وقدم أفضل العروض رفقة المجموعة الوطنية في مونديال 1998 بفرنسا، والتي جعلته ينتزع تقدير متتبعي اللعبة عالميا، بفضل تمريراته الحاسمة. بعد أن لفت الانتباه محليا، دخل نجم الكوكب المراكشي السابق تجربة احترافية مع أبرز فرق القارة العجوز، وخاصة بالبرتغال وإنجلترا. في هذا الحوار نقف مع جوهرة مراكش على مجموعة من القضايا التي تهم واقع ومستقبل الكرة المغربية. بداية المسار الكروي؟ بدأت مسيرتي مع الفريق الوطني المغربي عندما كان عمري 16 سنة ، وأشير الى أني تدرجت في جميع فئات المنتخب المغربي، فكانت أول مباراة أحمل فيها القميص الوطني ضد منتخب الكوت ديفوار سنة 1984 بالدار البيضاء حيث كان عبد الله الأنطاكي(عبد الله مالقا) هو الذي يشرف على تدريب العناصر الوطنية. وفي هذا السياق لابد أن أشير الى اخفاقات المنتخب الوطني في العديد من المنافسات التي تلت ملحمة مكسيكو 1986 وخاصة سنتي 1987 و 1988 التي بلغ خلالها الفريق الوطني المغربي نصف نهاية كأس افريقيا للأمم التي نظمت بالرباط والدار البيضاء،فبعد ذلك تم تشبيب المنتخب الوطني وتمكنت من القبض على الرسمية. أين تكمن قوة المنتخب آنذاك؟ سر قوتنا هي أننا كنا نتدرب طيلة الأسبوع كفريق وطني ابتداء من كل اثنين الى يوم جمعة حيث يسمح للاعبين بالالتحاق بفرقهم يوم السبت والأحد فقط لإجراء مباريات البطولة الوطنية، وهذا المعطى ولّد الانسجام بين اللاعبين على خلاف ما يحصل اليوم حيث يجتمع اللاعبون لمدة قصيرة وبعدها يجرون مبارياتهم. ولا غرو أن المجموعة السابقة التي كانت متجانسة ولعبت مباريات عديدة ظلت محافظة على رسميتها بالفريق الوطني باستثناء بعض التغييرات التي تطرأ بين الفينة والأخرى بسبب اصابات اللاعبين. هذا يعني أن هوية الفريق الوطني كانت معروفة لدى الجمهور المغربي؟ أجل، فاللاعبون كانت لهم القدرة على الاستمرارية في العطاء ونماء مستواهم التقني على عكس اليوم، حيث اننا نجد فريقا مختلفا عن سابقه في كل مباراة، كما أن اللاعبين المحترفين حينئذ كانوا لاعبين رسميين بفرقهم ويشكلون ركائز أنديتهم،لكن اليوم تتم المناداة على لاعبين يلازمون دكة البدلاء أو يلعبون بالأقسام السفلى. وكان من نتيجة ما سبق أننا تأهلنا لنهائيات كأس العالم مرتين سنة 1994 بالولايات المتحدةالأمريكية وبفرنسا 1998 حيث تم اختياري أحسن ممرر في الدور الأول، تسلمت على اثر ذلك شهادة تقديرية من الفيفا،بيد أن هذا الجيل لم تنصفه الكرة حيث لم يتحصل على أي لقب بالرغم من أنه احتل الرتبة العاشرة عالميا في تصنيف المنتخبات على عهد المدرب هنري ميشيل. هل يمكن أن نرجع ماتعيشه كرة القدم المغربية الى غياب التميز لدى اللاعبين؟ اللاعبون المتميزون يعدّون على رؤوس الأصابع وليست لهم الاستمرارية في العطاء والارتقاء بمهاراتهم كما أن طموحهم محدود، أما البطولة الوطنية فأجزم أنها ضعيفة تخرّج لاعبا يقضي موسما مع فريقه ليفكر في الاحتراف بإحدى البطولات الخليجية التي هي بطولات يمكن الاحتراف فيها في نهاية المشوار الكروي كما حصل ما غوارديولا وراوول وباتيستوتا وغيرهم الذين يفضلون الاستجمام في هذه الدوريات وأنهم لايتدربون إلا لماما. أعتبر أن المواهب الكروية الشابة لاينبغي لها أن تدفن وتقبر مواهبها في بطولات من هذا النوع، لكن هدف اللاعبين أضحى هدفا ماديا،ذلك أنهم لايملكون مقومات الاحتراف بأوروبا خوفا من عدم الاستمرارية وان حصل الأمر فلن تبلغ مشاركة اللاعب مباراة أو اثنتين ليضع نصب عينه بطولة خليجية. وأي تفسير يمكن تقديمه بخصوص مستوى الفريق الوطني؟ الفريق الوطني يعيش فترة فراغ بسبب غياب الانسجام بين اللاعبين حتى أننا أصبحنا ننهزم أمام منتخبات افريقية كانت الى الأمس القريب منتخبات ضعيفة، كما أن عناصر الفريق الوطني عليها أن تعي أن القميص الوطني مسؤولية وتكليف. ولايمكن أن أغفل طريقة تدبير المنتخب من طرف الجهاز الجامعي سابقا حيث كان التسيير ارتجاليا، وأتمنى أن تستعيد الجامعة ومدرب المنتخب المغربي هيبة الفريق، لأن اللاعبين الذين تتم المناداة عليهم سواء كانوا محليين أو محترفين ينبغي أن يحركهم الشعور بالانتماء لهذا الوطن والابتعاد على النزعة الفردانية والأنانية والنرجسية وحب الذات سواء في التداريب أو في المباريات. ماذا بعد الاعتزال؟ أتفرغ حاليا لأموري الشخصية والعائلية وأسهر على إعداد جيل الغد من خلال الأكاديمية التي أنشأتها.