لحظة تصالح عظيمة بين أب الفنون والجمهور العريض لجهة الدارالبيضاء – سطات، تلك التي حاك تفاصيلها الفنان والمخرج المغربي عبد الإله عاجل بتدشينه لأول مهرجان مسرحي على مستوى الجهات، تحت شعار « لنتصالح مع المسرح». وهي الخطوة التي جاءت بدعم من مجلس جهة الدارالبيضاء- سطات، و بتشجيع من والي الجهة بهدف إعادة التوهج للعمل المسرحي والفني ككل. ولعل حضور والي الجهة بمعية رئيس جهة الدارالبيضاء – سطات لحفل الافتتاح الذي احتضنته قاعة سينما «ريالطو» التاريخية بالدارالبيضاء لأكبر مؤشر على أن المسؤولين، يعون جيدا أهمية الفعل الفني والثقافي في بلورة تنمية جهوية ومحلية تستجيب لتطلعات المواطنين، وهو ما أكده مصطفى الباكوري، رئيس الجهة، في حفل الافتتاح هذا، حيث ركز في كلمته على أن مجلس الجهة، منفتح على كل المبادرات التي تذهب في هذا الاتجاه، وبأنه عازم على دعم المهرجان إلى ما لا نهاية، وكذلك الشأن بالنسبة للمبادرات الثقافية الأخرى التي ستدعم التنمية.. نفس الرأي عبر عنه والي الجهة، حيث أكد عبد الإله عاجل مدير « مسرح الكاف « و مدير المهرجان، حينما قال بأن الوالي استقبله قبل حفل الافتتاح و طمأنه بأن المهرجان سيجد كل الدعم المطلوب من طرف السلطات. حفل الافتتاح أعاد لنا ذكريات أيام الزمن الجميل للمسرح، حيث حضره جمهور متنوع يتكون من إعلاميين ومسرحيين وفنانين ومخرجين سينمائيين وفاعلين جمعويين..، كلهم شغف لمعانقة نشاط يعيد الدفء للفعل الثقافي الذي غاب مدة عن أسوار المدينة والجهة. وكان من ضمن فقرات حفل الافتتاح خطوة رائعة تهم تكريم أحد أهرامات المسرح بالعاصمة الاقتصادية، ويتعلق الأمر بالمسرحي المبدع الأستاذ عبد الرزاق البدوي، الذي بارك في كلمته هذه المبادرة، و عبر أمام الحاضرين عن أنه حظي بتكريمات خارج العاصمة الاقتصادية في الكثير من المرات، حتى أنه كاد يحس أنه غريب في مدينته إلى أن جاءت هذه المبادرة من طرف المنظمين للمهرجان كتعبير للوفاء والاعتراف بعطائه. مهرجان المسرح سيمتد إلى غاية يوم الجمعة القادم وستشارك فيه حوالي 25 فرقة مسرحية محترفة ضمنها مجموعة ستدخل المنافسة الرسمية، فيما ستنشط فرق أخرى فضاءات ثقافية في كل مناطق الجهة، احتفالا بالمسرح ولإيصال رسالة التصالح مع المسرح. ولم يخف المسرحي عبد الإله عاجل الدور الذي لعبه الاستاذ عبد الحميد اجماهيري، نائب رئيس الجهة، المكلف بالشؤون الثقافية في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود، حيث واكب كل خطوات التهيء لمراحلة، منذ أن كان جنينيا إلى أن أضحى فعلا واقعيا. نشط فقرات الحفل الافتتاحي الفنان والإذاعي الأستاذ عبد الكبير حزيران باحترافية عالية، كما قام الفنان عبد الفتاح النكادي بتقديم فقرات موسيقية من «جنيريك» بعض المسرحيات المشاركة في المسابقة، ليتم في الأخير الاعلان عن لجنة التحكيم التي ستواكب الأعمال المسرحية المعروضة وتتكون من الفنانة نعيمة إلياس وفتيحة الواتلي، إبراهيم وردة والدكتور عبد الرحمان بن زيدان، وستتخلل أيام المهرجان فقرات موازية منها أساسا توقيع كتاب «بحال الضحك» للكاتب والناقد الأستاذ حسن نرايس، وذلك يوم الخميس المقبل.