يوم 03 يونيو 2014، وقف لحسن الداودي أمام ممثلي الأمة، ليعلن بلغة مفرطة في الشعبوية وبلهجة واثقة متصاعدة القوة والثقة والحماس «... نعم قمنا بالزيادة في سعر البنزين و الغازوال والآن بشرى للمغاربة كلهم: كل الطلبة، أقول كل الطلبة الذين طلبوا المنحة سوف تصلهم ( تصفيق حار من نواب فريق حزب العدالة والتنمية) سوف ندعم أولاد الشعب، سوف ندعم الفقراء لكي يدرسوا، سوف ندعم التلاميذ المعوزين. المال الذي استرجع من الغازوال والبنزين سيذهب إلى الفقراء والمعوزين...» واستمر خطاب لحسن الداودي في منحاه التبشيري منتشيا بانجازه الذي أثبتت الأيام القليلة اللاحقة بأنه لم يكن سوى فقاعة وخطابا خاويا ستترتب عنه بالضرورة مسؤولية سياسية وأخلاقية, الأحرى بوزير التعليم العالي تحملها, والاعتذار للأسر المغربية ، لفقرائها خصوصا. أيام قليلة بعد « البشرى السارة» التي أعلنها لحسن الداودي في البرلمان، عاد ليصرح للقناة الثانية بلغة تقنية وخطاب مغلف بأن جميع الطلبة الذين صادقت اللجان الإقليمية على طلباتهم سيتوصلون بمنحهم. وشتان بين « جميع من طلبوا المنحة» وبين « من صادقت اللجان الإقليمية على منحهم». ولحسن الداودي لعب هنا على لبس كبير كان الأحرى به توضيحه للمغاربة بدل الاختباء وراءه تفاديا لتحمل مسؤولية بشراه المزعومة. صحيح أن وزارة التعليم العالي ستمنح، كما تمنح كل سنة، جميع الطلبة الذين ستصادق اللجان الإقليمية على طلباتهم، لكن هذا لا يعني بأن اللجان الإقليمية هي من يقرر في أمر عدد الممنوحين، ولا يعني كذلك بأن جميع طالبي المنحة سيتسلمونها. لأن العملية تخضع لمسطرة طويلة تنظمها مذكرة وزارية أسوة بالموسم الحالي الذي أطرت عملياته المذكرة رقم 0794/01 بتاريخ 06 يونيو 2014 . لكن المهم في الأمر هو أن وزارة لحسن الداودي هي من يقرر عدد المنح المرصودة لكل إقليم. وتأسيسا على هذه الكوطا، تجتمع اللجنة الإقليمية وتقوم بترتيب الطلبات على قاعدة الدخل السنوي للأب لتقف عند العدد المخول للإقليم . « هذه السنة طلب منحة التعليم العالي بإقليمالصويرة 1287 طالبا، في حين لم نتوصل من وزارة التعليم العالي سوى ب 1030 فقط. مما يعني بالضرورة بأن نسبة التعميم لن تتجاوز 80 في المائة. وهو ما يتناقض تماما مع وعود وزير التعليم العالي. فأي أجوبة يحمل هذا الأخير ل 257 طالبا لن ينالوا المنحة فقط, لأن الدخل الشهري لآبائهم يتجاوز 2000 درهم ؟ « يتساءل رئيس إحدى جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بالصويرة مستنكرا. أين هي إذن أموال الغازوال والبنزين التي ستذهب إلى تعليم الفقراء وأولاد الشعب ؟ كيف سيوازن لحسن الداودي « الشواري المايل» كما صرح بذلك يوم 03 يونيو 2014 ؟ أين اختفى وعد تعميم منحة التعليم العالي على جميع الطلبة المغاربة؟ تحضرني هنا فكرة صرح بها عبد الإله بنكيران في حق لحسن الداودي خلال إحدى حلقات برنامج حوار سنة 2011. الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في معرض جوابه عن سؤال في شأن تصريح للداودي حول موقف الحزب من دعوة حركة 20 فبراير، قال بالحرف « الداودي هو احرضان ديالنا «.