تتواصل فعاليات الدوري الاحترافي بإجراء الجولة السابعة عشرة، وهي محطة أفرزت مباريات قوية، على اعتبار أن جميع الفرق تبحث عن تعزيز الرصيد بثلاث نقط، إما لتأكيد الموقع ضمن طابور المقدمة، أو لتقليص الفارق من الصدارة، أو لتسجيل الانتعاشة، والابتعاد عن مواقع الجاذبية، وهذه الطموحات تفرض على الحكام التحلي بالموضوعية والنزاهة. رحلة صاحب الصف ما قبل الأخير المغرب الفاسي إلى الدارالبيضاء، ستكون محفوفة بالمخاطر، اعتبارا للموقع الذي يتربع عليه فريق الوداد، ورغبة هذا الأخير في الحفاظ على مكانته، وتوسيع الفارق عن مطارديه، لذلك فلا خيار أمام توشاك سوى تأكيد الانتصار الذي صنعه بالقنيطرة، كما أن الخيار الوحيد أمام المدرب الطاوسي هو تعزيز الرصيد بالنقط الثلاث، وهذا الطموح سيجعل من هذه المحطة مباراة سد بامتياز، مادام الطرفان لن يقبلا بغير الفوز بديلا. فريق الكوكب المراكشي المنتشي بالانتصار الذي صنعه بملعب ادرار ، سيكون في انتظار أولمبيك خريبكة المتعثر بميدانه أمام الفتح، وهو تعثر رمى بالفريق الى الصف السابع بفارق ثلاث نقط عن المنافس، الكوكب، وهي فرصة أمام المدرب التونسي أحمد العجلاني للارتقاء في سلم الترتيب، والمباراة مناسبة أمام الاطار الوطني الشاب هشام الدميعي للحفاظ على مركزه في صف المطاردة المباشرة، فهل ستميل الكفة للتجربة، أم للطموح؟ وعلى نشوة الفوز على الرجاء بعقر الدارالبيضاء، يخوض المغرب التطواني مباراته أمام الجيش الملكي القابع في الصف العاشر لكن أربع نقط فقط تفصل الطرفين، ولعل الاطار التقني بودراع الذي منح الفريق العسكري عشر نقط من أربع مباريات، مؤهل لركوب صهوة جديدة من التجديد، وإرسال رسائل جديدة للمسؤولين على أن الكفاءة ليست بالدبلوم والشهادة، لكن المدرب الاسباني لوبيرا بدهائه وذكائه سيجعل طبول الانتصار تدق لفائدته، خصوصا وأنه مؤازر بالأنصار. المدرب البرتغالي خوسيه روماو الذي استفاد من إجازة لمدة ثلاثة أيام، سيقود فريق الرجاء أمام اتحاد الخميسات، وبالنظر لوضعية الفريقين فوق خريطة الترتيب، وفارق النقط الذي يفصل بينهما «عشر نقط:، فإن المتتبعين يرجحون كفة الزوار، لكن المدرب فوزي جمال قادر على تكذيب كل التكهنات، وجعل المباراة مفتوحة على جميع الاحتمالات، فماذا أعد خوسيه روماو للتكفير عن أخطائه التكتيكية، وإسعاد الجماهير الرجاوية؟ ورغم المشاكل التي يعاني منها الدفاع الجديدي، فإن المدرب طارق مصطفى حقق ما عجز عن تحقيقه مواطنه حسن شحاته، لكن الرحلة الى خنيفرة لمنازلة شباب الاطلس القابع في المرتبة الاخيرة برصيد لا يتعدى احدى عشرة نقطة، لن تكون سهلة، خصوصا وان الفريق الخنيفري خياره الوحيد هو الفوز لتعزيز الرصيد، وهي مواجهة مغربية بتوابل شمال افريقيا تضع مدربا مصريا في مواجهة مدرب تونسي، فماذا أعد كمال الزواغي كوصفات تكتيكية لانتشار امتياز الاستقبال. بعد خمس جولات عجاف، لم يتذوق خلالها طعم الفوز، سيستضيف شباب الحسيمة فريق حسنية أكادير في مباراة غير متوازنة، ومادام المدرب مصطفى مديح سيكون في مواجهة فريق الامس، فان الفرصة مواتية لوضع نهاية المسار غير الموفق، سيما وأنه يعرف جيدا إمكانات العناصر السوسية، إلا أن المدرب عبد الهادي السكتيوي الذي سافر الى الحسيمة، وجراح الهزيمة بعقر الدار أمام الجار الكوكب لم تلتئم بعد، سيكون مطالبا بتفادي، علي الأقل - خسارة ثانية، لذلك فالمباراة بين مدربين يراكمان تجربة طويلة، ويحسنان قراءة بعضهما البعض، ستدور ولا شك - فوق صفيح ملتهب. مباراة شبه محلية ستجمع الفتح الرباطي الذي خسر هذا الموسم حارسه، بادة، ومدافعه المهدي الباسل مرتفعة، فان ضغوطات كثيرة يعاني منها لاعبو الكاك، والامر الذي يجعل مهمة المدرب الكفء والموضوعي هشام الادريسي مزدوجة بين التهييء النفسي، والاسلوب التكتيكي، ورغم تباعد الفريقين على مستوى خريطة الترتيب، فان المباراة ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات.