المستشار كينيث هودغينز نيويورك، ولاية نيويورك 18 تشرين الأول/أكتوبر 2012 كلمة المبعوث الأميركي الخاص حول التعاون الدولي في الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، أمام اللجنة الرابعة (لجنة مسائل السياسة الخاصة وإنهاء الاستعمار) كما تمّ إلقاؤها منذ اجتماعنا الأخير، قدمت لجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي (COPUOS) ولجانها الفرعية - المدعومة من مكتب شؤون الفضاء الخارجي - مساهمة كبيرة لتعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء الخارجي. وفي هذا الصدد، ترغب الولاياتالمتحدة أن تعبر عن تقديرها لرئيس لجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، الدكتور ياسوشي هوريكاوا، ورئيس اللجنة الفرعية العلمية والتقنية، السيد فيليكس مينيكوتشي، ورئيس اللجنة الفرعية القانونية، السيد تار بريسيب، للعمل الذي قاموا به خلال العام الماضي. بصفتها الهيئة الوحيدة القائمة للأمم المتحدة المعنية حصرًا بالاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي، كانت لجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي ناجحة إلى أبعد حد في دعم التعاون الدولي من أجل تحقيق هذه الغاية. وفي حين أن هيئات الأممالمتحدة الأخرى، ومن بينها اللجنة الأولى، تملك الصلاحية تحديدًا لدراسة شؤون نزع السلاح والأمن الدولي المتعلقة بالفضاء الخارجي، فإن لجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي توفر لنا منتدى يركز الاهتمام على تعزيز الإنجاز التعاوني وتبادل الفوائد من استكشاف الفضاء واستخدامه من جانب جميع الدول. أود أن أشير إلى أنه استنادًا إلى السياسة القومية الأميركية للفضاء الصادرة في حزيران/يونيو 2010، تستمر الولاياتالمتحدة في التشديد على زيادة التعاون الدولي من أجل تعزيز الاستخدام السلمي للفضاء الخارجي ضمن نطاق واسع من المجالات. إننا نواصل العمل بشكل وثيق مع الأممالمتحدة ومنظمات أخرى لمعالجة المشكلة المتنامية المتعلقة بالحطام في الفضاء الخارجي، ولتعزيز "الممارسات المثلى" في الاستخدام المستدام للفضاء الخارجي. كما نواصل السعي لتحقيق إجراءات الشفافية العملية وبناء الثقة من أجل تخفيف مخاطر الحوادث المؤسفة، وسوء الفهم، وسوء التقدير. إن السياسة القومية الأميركية حول الفضاء تعيد التأكيد على الموقف السياسي الأميركي الطويل الأمد، بأننا منفتحون لتقبل المفاهيم والمقترحات المتعلقة ببناء الثقة المتعلقة بالفضاء الخارجي والسيطرة على الأسلحة، شرط أن تلبي معايير المساواة الصارمة، والتحقق الفعال، والانسجام مع مصالحنا الأمنية القومية ومصالح حلفائنا. يصادف هذا العام الذكرى الأربعين لأطول برنامج مدني لرصد الأرض. تمّ إطلاق أول قمر صناعي أميركي لاندسات في تموز/يوليو عام 1972، ومنذ ذلك الوقت، قدم هذا البرنامج معلومات أساسية حول رصد سطح الأرض في جميع أرجاء العالم، وإدارة الأنظمة البيئية، والتخفيف من حدة الكوارث، وأبحاث تغير المناخ. كانت الولاياتالمتحدة راضية على وجه الخصوص عن الأحداث التي نظمها مكتب الأممالمتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (OOSA) خلال الجلسة الأخيرة للجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي التي تحتفل بذكرى هذا الإنجاز الهام. تجدر الإشارة إلى أنه منذ العام 2008، توفر على الإنترنت مجانًا الأرشيف الكامل للصور التي التقطها القمر الصناعي الأميركي لاندسات. وكانت النتيجة أن ارتفع توزيع الصور من معدل كان يتجاوز قليلا 50 صورة في اليوم إلى أكثر من 5500 صورة يوميًا في العام 2011. وبحلول نيسان/أبريل 2012، كان قد تم تزويد ما يزيد على ثمانية ملايين صورة التقطها القمر الصناعي لاندسات إلى المستخدمين في 186 بلدًا. حصلت إنجازات جديرة بالملاحظة هذا العام في لجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي وفي لجانها الفرعية تستحق الثناء. إننا نلاحظ في اللجنة الفرعية العلمية والتقنية (STSC) مدى التقدم الكبير الذي حققته مجموعة العمل حول نشاطات الاستدامة الطويلة الأمد للفضاء الخارجي. كما نقدر أيضًا عمل المجموعات الأربع للخبراء التي تدعم مجموعة العمل هذه. تعتقد الولاياتالمتحدة أن هذا الموضوع جاء في الوقت المناسب نظرًا لتزايد عدد الفاعلين في الفضاء الخارجي وتزايد عدد المركبات الفضائية، وكذلك ازدياد مستويات الحطام الموجود في الفضاء الخارجي. ومن الضروري أن نتفق سوية حول الإجراءات التي يمكن استخدامها للحد من المخاطر الماثلة أمام العمليات الفضائية للجميع. إننا على استعداد للعمل بصورة منتجة لتحقيق ذلك الهدف، ويحدونا الأمل في أن نتمكن من التوصل إلى إجماع في الآراء حول مجموعة من "إرشادات الممارسات المثلى" خلال مسار خطة العمل لمجموعة العمل. كما نود أيضًا أن نشير إلى التقدم الذي أحرزته اللجنة الفرعية العلمية والتقنية بالنسبة لخطة العمل المنفذة خلال عدة سنوات التي أعدتها مجموعة العمل حول استخدام مصادر الطاقة النووية في الفضاء الخارجي. وبمتابعة عملها الممتاز في صياغة إطار عمل السلامة لاستخدام مصادر الطاقة النووية في الفضاء الخارجي، تدرس الآن مجموعة العمل، من خلال سلسلة من ورش العمل، أية عقبات تحول دون تطبيق إطار العمل هذا من خلال الآليات القومية. وفي موضوع الأجسام القريبة من الأرض على الأجندة، إننا نلاحظ مدى التقدم المحقق لأجل توسيع الشبكة العالمية لكشف وتحديد خصائص الأجسام القريبة من الأرض، والجهود التي يبذلها فريق العمل 14 من أجل وضع الشروط المرجعية لمجموعة التخطيط والعمليات المستقلة للبعثات المتعلقة بتهديدات الأجسام القريبة من الأرض. إننا نتطلع قُدمًا إلى المناقشات التي ستجري في العام القادم في اللجنة الفرعية حول كيفية تمكن الدول الأعضاء من التعاون فيما بينها في حال اكتشفت أجسام قريبة من الأرض قد تشكل تهديدًا لكوكب الأرض. وعلى الرغم من أن هناك المزيد من العمل الذي يتوجب القيام به في هذا المجال، نود أن نذكّر الجميع بأن المفتاح الرئيسي الأول لتحقيق النجاح لأي حملة تهدف إلى إبعاد أي جسم قريب يهدد الأرض هو التمكن من اكتشافه في وقت مبكر. وهكذا، فإن التعاون في تطوير قدرات الكشف وإنشاء شبكات تبادل المعلومات هو أمر في غاية الأهمية. وكما فعلنا في السنوات الماضية، نغتنم مرة أخرى هذه الفرصة للإشارة إلى أن لجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي (COPUOS) ولجنتها الفرعية القانونية (LSC) لهما سجل حافل بالعمل من خلال إجماع الآراء لوضع قانون للفضاء الخارجي بطريقة تشجع استكشاف الفضاء. لعبت اللجنة الفرعية القانونية دورًا رئيسيًا في وضع المعاهدات الأولى للفضاء الخارجي - معاهدة الفضاء الخارجي، اتفاقية الإنقاذ والعودة إلى الأرض، ومعاهدات المسؤولية والتسجيل. وفي ظل الإطار القانوني لهذه المعاهدات، ازدهر استكشاف الفضاء من جانب الدول والمنظمات الدولية، والآن من جانب الهيئات الخاصة. ونتيجة لذلك، باتت التكنولوجيا وخدمات الفضاء تساهم بدرجة لا تقاس في النمو الاقتصادي وإدخال تحسينات على أحوال المعيشة حول العالم. في جلسة هذه السنة، تبنّت اللجنة الفرعية القانونية خطة عمل جديدة لفترة سنوات متعددة تحمل عنوان "مراجعة الآليات الدولية للتعاون في مجال الاستكشاف السلمي واستخدام الفضاء الخارجي". ويسر الولاياتالمتحدة بنوع خاص أن ذلك البند في الأجندة قد رعته دول عديدة هي الصين، والإكوادور، واليابان، وبيرو، والمملكة العربية السعودية، والولاياتالمتحدة. بموجب هذا البند من الأجندة، سوف تقدّر اللجنة الفرعية نطاق آليات التعاون الدولي المستخدمة من الدول الأعضاء بهدف تحديد المبادئ والإجراءات المشتركة. وسوف تساعد هذه المعلومات الدول الأعضاء لدى اختيارها للآليات المتعلقة بتسهيل الجهود التعاونية في المستقبل. سوف يساهم هذا العمل في عمل اللجنة الفرعية القانونية حول بناء القدرات في مجال قانون الفضاء، وذلك من خلال تزويد الدول الأعضاء بفهم أفضل للنماذج التعاونية الممكنة. وأيضًا خلال جلسة هذه السنة، استمرت اللجنة الفرعية القانونية بدراسة عدة بنود أضيفت مؤخرًا إلى الأجندة. أكملت اللجنة الفرعية السنة النهائية لخطة العمل المنفذة على مدى سنوات عديدة بمراجعة التشريعات القومية المتعلقة بالاستكشاف السلمي للفضاء الخارجي واستخدامه. واختتمت خطة العمل بتبني تقرير نهائي أثنت عليه الوفود لمضمونه وفائدته بالنسبة للدول التي تدرس صياغة تشريعات وطنية للفضاء الخارجي. السيدة الرئيسة، جرى تقديم وثيقتين مهمتين خلال الجلسة الأخيرة للجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي (COPUOS). الوثيقة الأولى كانت تقرير الأممالمتحدة بعنوان "عشر سنوات من إنجازات الأممالمتحدة حول أنظمة الأقمار الصناعية للملاحة العالمية". يراجع هذا التقرير العمل المهم الذي قامت به الأممالمتحدة من أجل تعزيز أنظمة الأقمار الصناعية للملاحة العالمية (GNSS) لضمان التنمية المستدامة، ومن بينها إنشاء لجنة دولية لأنظمة الأقمار الصناعية للملاحة العالمية (ICG). وأدخل الوثيقة الثانية رئيس لجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء، الدكتور هوريكاوا، وحملت عنوان "المرحلة المقبلة للحكم العالمي لأبحاث واستخدامات الفضاء". ومن وجهة نظرنا، سوف تحفز هذه الوثيقة التفكير وتزود إطار العمل لدراسة القضايا المتداخلة التي ستعرض على اللجنة. وأخيرًا، إننا نرحب بقرار اللجنة تبسيط أجندتها من خلال دمج البند المتعلق ب"تنفيذ توصيات المؤتمر الثالث للفضاء الموحّد الثالث"، والبند المتعلق "بالفضاء والمجتمع"، وكذلك بالنسبة، لموافقتها على إضافة بند حول "الفضاء والتنمية المستدامة" الذي يمكن بموجبه النظر في أية تطبيقات فضائية لأجل التنمية الاجتماعية -الاقتصادية ونتائج مؤتمر ريو +20. وشكرًا.
* الكلمات الرئيسية: * لجنة الأممالمتحدة حول الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجي (COUPOS), * الفضاء الخارجي, * التعاون الدولي في الفضاء, * الحطام في الفضاء, * الأممالمتحدة, * التشريعات الفضائية الوطنية, * تكنولوجيا الفضاء, * كينيث هودغينز,