بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيد رئيس المجلس العلمي المحلي السادة رؤساء المصالح الأمنية السيد رئيس مجلس عمالة وجدة انكاد السادة رؤساء المصالح اللاممركزة السادة واالسيدا ت الحجاج إنه لمن دواعي السعادة أن نلتقي اليوم بهذه الثلة من رعايا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله التي يسر لها الله سبحانه وتعالى أداء فريضة الحج هذه السنة، التي تعد من أركان الاسلام الخمسة، متمنين لكم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وتوابا موفورا. هذه الفريضة التي تعد ركنا عظيما من اركان الاسلام ، وموسما اسلاميا من المواسيم الروحية والاجتماعية التي تجمع المسلمين من كل أقطارهم في بيت الله الحرام، الذي كان أول بيت وضع للناس لعبادة الله خالصة من الشرك، قائمة على التجرد من المظاهر المادية الدنيوية مجسدة للمساواة بين المؤمنين بلغة مشتركة لاهجة بالتلبية والحمد. وبهذه المناسبة فإنكم مدعوون في هذا الملتقى العظيم للتشبع بالمزيد من التقوى والإيمان الراسخ والتحلي بالاستقامة وصالح الأعمال وبجميل الصبر ونبل ومكارم الأخلاق، والتآزر والتعاطف والتسامح مع جميع شعوب العالم الاسلامي وذلك لتجسيد قيم الاسلام المتمثلة في المساواة والاخوة والتضامن، ونبذ الشقاق والخلاف، والالتزام بالوحدة والائتلاف، والتي من خلالها ستبرزون دون شك المستوى الرفيع للحاج المغربي في حسن المعاملة والخلق وطيب المعاشرة، لتكونوا خير سفراء لبلدكم وملككم. فكونوا حفظكم الله مستعدين لهذا السفر لتحلوا بالديار المقدسة وأنتم في أحسن الأحوال ولتؤدوا مناسككم في أحسن الظروف. وحتى يكون حجكم مبرورا وسعيكم مشكورا وترجعون إلى بلدكم بزاد من التقوى وقوة الإيمان وصلاح الأعمال، فعليكم أيها الحجاج الكرام وأنتم في ضيافة ربكم العظيم، أن تتحلوا بجميل الصبر ومكارم الأخلاق، وأن تتجنبوا كل قول أو فعل ينقص من أجركم أو يوقعكم في الذنوب والآثام. أيها السادة والسيدات : إنكم يا ضيوف الرحمان ، ونحن جميعا، استمعنا و بكل إمعان إلى الدرر الغالية التي وجهها مولانا الإمام أمير المؤمنين وسبط الرسول الأمين جلالة الملك محمد السادس أعزه الله إلى حجاج المغرب الميامين في الرسالة الملكية السامية التي تلاها وزير جلالته في الأوقاف والشؤون الإسلامية، وما تضمنته من التعليمات والتوجيهات، التي يجب أن تكونوا متشبعين بها وحريصين على تطبيق بنودها ومضامينها السامية، إذ ستشكل بتوفيق من الله خير معين لكم وسندكم ليكون حجكم حجا مبرورا. أيها الحجاج الكرام : تعلمون علم اليقين مدى العناية الخاصة التي يوليها مولانا المنصور بالله جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين حامي حمى الملة والدين للشأن الديني بصفة عامة، حيث حرص منذ توليه عرش أسلافه المنعمين على تنقية الأجواء المرتبطة به، وتوفير الأجهزة الملائمة والإمكانيات المادية والبشرية الضرورية لحسن تأطيره والاعتناء به، حتى يبقى المغاربة كما كانوا عليه على الدوام عبر الأزمنة والعصور متماسكين فيما بينهم في كل الأمور الدينية والدنيوية، وحتى تظل العقيدة مصدر وحدة وتلاحم للأمة المغربية التي هي في منأى عن الاختلافات والصراعات المذهبية والعقائدية. وضمن هذه العناية، تدخل الأهمية التي يوليها عاهلنا المفدى للحجاج من أفراد شعبه الوفي، حيث يختار لهم كل سنة أكفئ وأحسن الأطر الإدارية والعلمية من مختلف العمالات والأقاليم لتساعدهم في حلهم وترحالهم على أداء مناسكهم في أحسن الظروف وعلى أحسن وجه. فجلالته يحث الحجاج الميامين بضرورة الالتزام بالارشادات والتعليمات المتعلقة بسير اعمال الموسم، سواء التي تصدر من أطر وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المرافقة لكم خلال موسم الحج، او التي تتخدها السلطات السعودية القيمة على نظام الحج، كما يحثكم على الجد والاجتهاد والمثابرة وخفض الجناح والتواضع والتفاؤل والتيسير والاتصال الدائم بالعلماء المرافقين لحل ما اشتكل عليكم فهمه وفق ما هو منصوص عليه في مذهبنا المالكي . هذا، وبما أن البقاع المقدسة كلها أماكن للدعاء المستجاب فلكم أن تسألوا الله وتدعوه بأن يحفظ وينصر مولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ويرعاه بعينه التي لا تنام، وأن يجمع على يده راية الإسلام والمسلمين، وأن يحفظ ولي عهده مولاي الحسن، ويشد عضده بصنوه السعيد المولى الرشيد وكافة أسرته الملكية الشريفة ويشملهم بالحفظ المبين، كما يتوجب عليكم أن تدعوا لبلدكم المغرب بالمزيد من الرقي والتقدم، ولا تنسوا كذلك الدعاء لأهلكم وذويكم ووطنكم وأمتكم وسائر المسلمين في كل بقعة ومكان. صاحبتكم السلامة، وجعل الله حجكم مبرورا، وسعيكم مشكورا، وذنبكم مغفورا، وأثابكم عليه الثواب الجزيل، وأرجعكم إلى ذويكم سالمين غانمين، آمين يارب العالمين. "والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته "