تعد السباحة في المناطق غير المحروسة من القضايا الخطيرة التي تواجه العديد من الجهات المغربية على مستوى التراب الوطني خاصة بمدن شمال المملكة، نظرا لتواجد المسطحات المائية بشكل كبير : الشواطئ المعزولة غير المحروسة، الأنهار، البحيرات، السدود والمسابح الطبيعية. و يتزايد الحوادث الغرق والوفيات الناتجة عن السباحة في هذه المناطق يعكس أهمية معالجة هذه المشكلة من جوانب متعددة. أسباب السباحة في المناطق غير المحروسة و من بين أسباب السباحة في المناطق غير المحروسة، نجد : قلة الوعي: فالعديد من الأشخاص، خاصة الأطفال والشباب، ليس لديهم وعي كافٍ حول المخاطر التي تحيط بالسباحة في المناطق غير المحروسة، حيث يفتقرون إلى المعلومات الضرورية حول التيارات القوية، التغيرات المفاجئة في عمق المياه، والكائنات البحرية الخطرة، ثم عدم وجود بدائل في بعض المناطق، التي قد لا تتوافر فيها شواطئ أو مسابح عامة محروسة ومجهزة، مما يدفع الناس إلى اللجوء إلى السباحة في المناطق العشوائية. كما يفضل البعض الرغبة في الخصوصية، من خلال السباحة في مناطق نائية لتجنب الازدحام أو للحصول على قدر من الخصوصية، دون إدراك للمخاطر المحتملة. سبب آخر يتمثل في الثقة الزائدة، حيث يميل البعض إلى المبالغة في تقدير قدراتهم في السباحة، مما يجعلهم يتجاهلون المخاطر المحتملة في المياه المفتوحة وغير المحروسة. المخاطر كما يترتب على السباحة في المناطق غير المحروسة مخاطر تتمثل : إذ يعد الغرق الخطر الأكبر، خاصة في الأماكن التي تفتقر إلى تواجد منقذين محترفين يمكنهم التدخل السريع في حالات الطوارئ، و كذا الإصابات: حيث يمكن أن يتعرض السباحون لإصابات ناتجة عن الاصطدام بالصخور أو الشعاب المرجانية، أو نتيجة للقفز في مياه ضحلة دون التأكد من عمقها. كما يمكن أن تكون التيارات البحرية أو النهرية قوية بما يكفي لسحب السباحين بعيداً عن الشاطئ، مما يجعل العودة صعبة أو مستحيلة دون مساعدة. مخاطر أخرى تتمثل في الحياة البرية الخطرة: إذ من الممكن أن تتواجد في هذه المناطق كائنات بحرية خطرة مثل قناديل البحر السامة، أو حتى الحيوانات البرية التي قد تشكل تهديداً للإنسان. الإجراءات الممكنة للحد من المشكلة تتمثل هذه الاجراءات في التوعية والتعليم: يجب إطلاق حملات توعوية لتعريف الناس بمخاطر السباحة في المناطق غير المحروسة وطرق السباحة الآمنة، كما يمكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج المدرسية لنشر هذه الرسائل. بالاضافة إلى تطوير البنية التحتية عبرالاستثمار في إنشاء شواطئ ومسابح عامة محروسة ومجهزة بكافة وسائل الأمان والمراقبة يمكن أن يوفر بديلاً آمناً، مع تشديد السلطات المحلية الرقابة عبر فرض قوانين صارمة تمنع السباحة في المناطق الخطرة، وتطبيق غرامات على المخالفين للحد من هذه الظاهرة. ثم تعزيز قدرات الإنقاذ من خلال توفير دورات تدريبية في الإسعافات الأولية والإنقاذ يمكن أن يساعد في زيادة عدد الأفراد القادرين على التدخل في حالات الطوارئ، و كذا التعاون المجتمعي: تشجيع المجتمعات المحلية على المشاركة في مراقبة الشواطئ والمسطحات المائية وتقديم بلاغات في حالة رصد سلوكيات خطرة. و في الختام، تعد السباحة نشاطاً ترفيهياً وصحياً مهماً، ولكن يجب ممارستها بحذر ووعي كافٍ لضمان السلامة الشخصية والجماعية. من خلال الجهود المشتركة بين الأفراد، المجتمعات، والسلطات يمكن الحد من مخاطر السباحة في المناطق غير المحروسة وجعلها أكثر أماناً للجميع. https://www.almaghreb24.com/maroc24/vb9e