التهابات الكبد الفيروسية معضلة صحية كبيرة تتسبب في تداعيات صحية واقتصادية واجتماعية
حذّر الدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، في تصريح ل «الاتحاد الاشتراكي» من مخاطر الإصابة ببعض أنواع التهاب الكبد الفيروسي، مشددا بمناسبة اليوم العالمي للمرض الذي يتم تخليده في 28 يوليوز من كل سنة على أن الأمر يمكن أن تترتب عنه العديد من التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، التي قد تصل إلى حدّ الوفاة. وأكد الخبير في قضايا الصحة للجريدة بأن الوقاية تعد أحد أبرز الوسائل لمواجهة المرض وتفادي تبعاته والتي تتخذ أشكالا متعددة، في مقدمتها التلقيح المتوفر في بلادنا على شكل 3 جرعات التي تمنح للرضيع بعد ولادته وفقا للبرنامج الزمني المسطر، إضافة إلى آلية أخرى تعتبر هي الأخرى جد مهمة والمتمثلة في الفحص والتشخيص المبكرين لأي إصابة محتملة لأن هاته الخطوة تتيح التعافي وتقليص كلفة الإنفاق الصحي خلال مرحلة العلاج. وأوضح رئيس أنفوفاك المغرب أن بعض التهابات الكبد قد تؤدي إلى تليفه وإصابته بالسرطان، مشيرا إلى أهمية الحصول على التلقيح بالنسبة للرضع وتوفير الاختبارات التي تتيح للنساء الحوامل أثناء تتبع حملهن في المراكز الصحية من تحديد ما إذا كانت إحداهن مصابة بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع باء، حتى يتم تلقيح الرضيع مباشرة بعد الولادة، ويحصل خلال الفترة الزمنية المحددة على أربع جرعات وليس ثلاثة. وأوضح الدكتور عفيف ارتباطا بالتهاب الكبد الفيروسي من نوع ألف، أن منظمة الصحة العالمية توصلت إلى أن جرعة واحدة من اللقاح تكفي إذا ما تم تعميمها، داعيا إلى إدراج اللقاح ضمن اللقاحات التي يتم استرجاع مصاريفها لتعزيز الوقاية الجماعية، إضافة إلى إدراجه كذلك ضمن اللقاحات التي يتوفر عليها البرنامج الوطني للتلقيح، مشددا على أن تعرض الكبد لتداعيات صحية وخيمة لا يكون ممكنا تجاوزها في عدد من الحالات إلا بزراعة كبد جديد، وهي خطوة جدّ مكلّفة فضلا عن صعوبات إيجاد متبرع، هذا الأمر الذي تؤطره القوانين والتشريعات التي تهمّ هذا الجانب. وبخصوص التهاب الكبد الفيروسي من نوع «س»، نبّه الدكتور عفيف إلى ضرورة الحرص واعتماد الوقاية في مواجهة هذا النوع الذي تتعدد سبل انتقاله من الشخص المريض إلى غيره، مشيرا في نفس الوقت إلى أن المغرب قطع أشواطا مهمة في مواجهة التهابات الكبد وسطّر استراتيجية وطنية لمكافحة المرض وتقليص الوفيات بنسبة 50 في المئة في أفق 2026 والعمل من اجل القضاء على التهاب الكبد من نوع «س» بحلول سنة 2030، مؤكدا كذلك على التطور الذي تعرفه الأدوية الخاصة بعلاج أمراض الكبد خاصة من الجيل الجديد، وعلى أهمية الأدوية الجنيسة التي تمكّن من تقليص الكلفة المادية للعلاج مع الحفاظ على الفعالية والنجاعة. وجدير بالذكر أن معطيات سابقة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية كانت قد أشارت إلى أن عدد المصابين بالتهاب الكبد الفيروسي المزمن في بلادنا يقدّر بحوالي 125 ألف مريض ومريضة، مبرزة بأن نسبة انتشار الداء بين الأشخاص يقدر بحوالي 0.5 في المئة، علما بأن منظمة الصحة العالمية تنبه إلى أن عددا كبيرا من المصابين لا يكونون على علم بمرضهم، وتشدد في نفس الوقت على أن الإصابات تتفشى كذلك وسط مهنيي الصحة في المختبرات وفي غيرها، داعية إلى اعتماد التلقيح للوقاية من المرض وتبعاته.