ينتظر المغاربة مشاهد استثنائية في سماء عدد من المدن الساحلية، حيث تنظم القوات المسلحة الملكية عروضا جوية وقفزات استعراضية بالمظلات بمناسبة عيد العرش المجيد، وسط ترقب كبير من السكان والزوار الذين اعتادوا متابعة هذه العروض كل سنة. وبحسب بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، تنطلق العروض الجوية يوم الأربعاء 30 يوليوز فوق ساحل المضيق ابتداء من الساعة السادسة مساء، وتتواصل يوم الخميس 31 يوليوز على مستوى كورنيش مارتيل في نفس التوقيت، بمشاركة فرقة المسيرة الخضراء التابعة للقوات الملكية الجوية، التي تتميز بتشكيلاتها الدقيقة وحركاتها المتقنة. ويترقب الجمهور طائرات تحلق على علو منخفض، تملأ السماء بألوان العلم المغربي، وسط تصفيق العائلات وهتاف الأطفال الذين يراقبون العرض من الشواطئ والنوافذ والأسطح. وفي مدينة سلا، على مستوى مارينا أبي رقراق، تنطلق صباح الثلاثاء ابتداء من الساعة العاشرة قفزات استعراضية من تنفيذ مظليي ومظليات المنتخب الوطني، وفق ما جاء في البلاغ ذاته. وتتنوع العروض بين تشكيلات جوية جماعية وهبوط دقيق ولوحات فنية في الفضاء، تجسد مهارات عالية وانسجاما جماعيا. هذه المشاهد أصبحت طقسا سنويا ينتظره الناس، خصوصا الأطفال الذين يتفاعلون مع كل حركة في السماء، ويقلدون الطيارين والمظليين في لحظات بهجة لا تخلو من فخر. العروض تقام في فضاءات مفتوحة، وتسمح للجمهور باكتشاف وجه آخر للمؤسسة العسكرية، وجه يحمل الانضباط والاحتراف من جهة، ويجسد روح القرب من المواطنين من جهة أخرى. وعلى امتداد كورنيشات المدن الثلاث، تنتشر الهواتف المحمولة لتوثيق اللحظة، وتعلو الهتافات وتتزين الشرفات بالأعلام، في مشهد جماعي يختلط فيه الفرح بالاعتزاز، والاحتفال بالتقدير. بالنسبة لكثير من المغاربة، لا يتعلق الأمر بمجرد عرض، بل بلحظة جماعية فيها ما يكفي من الرموز والصور كي تبقى راسخة في الذاكرة، وتعيد إلى الأذهان معنى عيد العرش، كاحتفال وطني ينبض من قلب الناس.