حذرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، في نشرتها الأخيرة الخاصة برصد الجراد، من نشاط بيولوجي متزايد للجراد الصحراوي في مناطق واسعة من شمال إفريقيا، بما في ذلك المغرب، وذلك استنادا إلى مشاهدات ميدانية سجلت خلال شهر مارس المنصرم. وسجلت الفاو ظهور مجموعات من الجراد البالغ، في طور النضج أو مكتمل النضج، في وديان درعة وزيز-غريس الممتدة من أسا إلى أرفود، مما يجعل هذه المناطق أكثر عرضة للتأثر خلال فترة التكاثر الربيعي. أوضح تقرير الفاو أن الجراد الصحراوي بدأ في التكاثر منذ مارس الماضي في مناطق الصحراء الممتدة من الجنوب وصولا إلى شمال غرب إفريقيا. وقد رصدت مجموعات جراد كاملة في تونسوالجزائر وليبيا، كما لوحظ وجود أعداد أقل في المغرب، مع ظهور أولي لمجموعات من اليرقات الصغيرة. وأشار التقرير إلى أن التكاثر بدأ في المناطق التي شهدت تساقطات مطرية مؤخرا، مما وفر بيئة مناسبة لتكاثر الجراد. ويتوقع خبراء الفاو أن تستمر عملية التكاثر خلال الأسابيع المقبلة، خصوصا في وسط الجزائر وغرب ليبيا، وأيضا في جنوبتونس والمغرب. وتأتي هذه التطورات في وقتٍ تشهد فيه المنطقة المغاربية تحديات مناخية وزراعية، مما يضاعف من خطورة تفشي الجراد الصحراوي، الذي يعرف بسرعته الكبيرة في الانتشار وقدرته على التهام المحاصيل في وقت قياسي. وتحذر الفاو من أن الأسراب الصغيرة ومجموعات اليرقات قد تتزايد في الفترة المقبلة، ما لم يتم التصدي لها عبر المراقبة الدقيقة والمكافحة المبكرة. وفي ظل هذه المعطيات، تدعو المنظمة الأممية إلى تعزيز جهود الرصد الميداني والتنسيق بين الدول المغاربية، خاصة أن الجراد لا يعترف بالحدود، وقد ينتقل من منطقة إلى أخرى بفعل الرياح أو الظروف المناخية. كما تؤكد الفاو على أهمية استخدام الوسائل البيئية والمستدامة في مكافحة الجراد، تفاديا لتأثير المبيدات على التنوع البيولوجي والبيئة.