أثار عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة المغربية السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، جدلا واسعا على الساحة السياسية والإعلامية، بعد هجوم لفظي وصف بالعنيف والمهين ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واصفا إياه بكلمة "مدلول"، في خروج غير مألوف من شخصية سياسية بارزة اعتادت على انتقاء كلماتها، خاصة عند الحديث عن رؤساء دول. التصريح الذي جاء خلال لقاء حزبي، أثار استغراب العديد من المتابعين، خصوصا أن ماكرون يعد أحد الزعماء الأوروبيين الذين عبروا خلال السنوات الأخيرة عن مواقف داعمة لموقف المغرب في قضية الصحراء، وهو ما اعتبر حينها تطورا نوعيا في العلاقات الثنائية بين الرباط وباريس. هجوم بنكيران لم يمر مرور الكرام، إذ اعتبره بعض المحللين تجاوزا غير مسؤول قد تكون له تبعات دبلوماسية، خصوصا أن التصريحات تستهدف رئيس دولة عضو في مجلس الأمن الدولي وشريك استراتيجي للمغرب على المستويات الاقتصادية والسياسية. ورغم أن حزب العدالة والتنمية ليس في موقع المسؤولية الحكومية حاليا، إلا أن صدور مثل هذا التصريح من شخصية مثل بنكيران، الذي لا يزال يحظى بثقل سياسي وشعبي، قد يفسر من طرف بعض الأطراف الأجنبية كإشارة إلى مواقف أوسع داخل المشهد الحزبي المغربي، ما قد يؤثر سلبا على العلاقات الثنائية في وقت تحتاج فيه الرباط إلى تعزيز شراكاتها الدولية. وأعاد هذا الهجوم إلى الواجهة النقاش حول حدود حرية التعبير لدى الشخصيات السياسية، خصوصا حين تمس برموز دول أخرى. وبين من يرى أن بنكيران يعبر عن مواقفه بكل صراحة، ومن يعتبر أن الأسلوب الذي استخدمه يفتقد إلى اللباقة السياسية والدبلوماسية، تتسع فجوة التباين داخل الرأي العام المغربي. وفي وقت لم يصدر بعد أي تعليق رسمي من الجانب الفرنسي، تبقى كل الاحتمالات واردة، سواء برد دبلوماسي مباشر أو بتهدئة خلف الكواليس لاحتواء أي تصعيد غير ضروري.