في خطوة تعكس التحولات الكبيرة في العلاقات التجارية بين الدول، أطلقت كازاخستان أول عملية تصدير كبرى للقمح إلى المغرب بعد انقطاع دام أكثر من 15 عاما. هذه الخطوة جاءت في وقت حاسم يشهد فيه السوق المغربي زيادة ملحوظة في الطلب على القمح اللين عالي الجودة، ما يعكس رغبة المغرب في تنويع مصادر وارداته. العملية التي بدأت في 30 أبريل 2025، تشمل نقل شحنات ضخمة من القمح الكازاخستاني عبر مسار لوجستي مزدوج يجمع بين النقل السككي والبحري. انطلقت أولى الشحنات من محطتي جانا-يسيل التابعة لمنطقة أكمولا، وساريكول في إقليم كوستاناي، متوجهة إلى ميناء ليبايا في لاتفيا، ومن ثم إلى المغرب عبر البحر. تتكون الشحنة الأولى من 105 عربات قطار، محملة ب 60 ألف طن من القمح، وستتبعها عدة شحنات أخرى في إطار خطة تصديرية تهدف إلى تحقيق تنوع في الأسواق العالمية. العملية لا تقتصر على كونها مجرد صفقة تجارية، بل هي جزء من استراتيجية حكومية طويلة المدى تهدف إلى دعم الصادرات الكازاخستانية وتعزيز قدرة القطاع الزراعي على المنافسة في الأسواق العالمية. الحكومة الكازاخستانية خصصت مبلغ 5 مليارات تنغي (حوالي 9.7 مليون دولار أمريكي) لدعم تكاليف النقل في المرحلة الأولى من المشروع، في إطار حزمة تمويلية تشمل 40 مليار تنغي (حوالي 77.6 مليون دولار). وتعمل كازاخستان على تعزيز حضورها في أسواق جديدة، خاصة في منطقة شمال إفريقيا، مما يعزز من أفق شراكات تجارية أوسع. المغرب يعد من الأسواق الرئيسية التي تركز عليها كازاخستان في استراتيجيتها الجديدة, وفي تصريح خاص، أشار النائب الكازاخستاني أيداربيك خوجانازاروف إلى أن المغرب يعتبر من الدول التي تعود إليها العلاقات التجارية الكازاخستانية بعد فترة من التوقف، إلى جانب دول أخرى مثل النرويج. كازاخستان تسعى الآن إلى فتح أسواق جديدة في إفريقيا والشرق الأوسط، مما يزيد من فرص التعاون التجاري بين الطرفين. هذه الخطوة تعكس رغبة كازاخستان في تطوير علاقاتها التجارية مع المغرب، وهي خطوة تواكب الطلب المتزايد على القمح عالي الجودة في السوق المغربي. كما أن السياسة التجارية الكازاخستانية الجديدة تهدف إلى تعزيز القدرة التنافسية في سوق الحبوب العالمية، وهي خطوة كبيرة نحو تنويع صادرات كازاخستان إلى أسواق جديدة.