شهد الطريق الرابط بين سيدي علال البحراوي والعرجات، أمس الأحد، حادثاً غير مألوف، بعدما انقلبت شاحنة ثقيلة عند النقطة الكيلومترية 20، لتكشف الصدفة عن محاولة تهريب كمية كبيرة من مخدر الشيرا كانت مخبأة بإحكام داخلها. ما بدا في الوهلة الأولى حادث سير عرضي، تحوّل سريعاً إلى قضية أمنية معقدة، بعد أن فرّ سائق الشاحنة من المكان تاركاً وراءه حمولة مشبوهة، لتستنفر مصالح الدرك الملكي عناصرها، وتباشر تطويقاً شاملاً لمحيط الحادث. وبحسب مصادر محلية، فقد أسفر التدخل السريع لعناصر الدرك عن تأمين الشحنة المحجوزة، قبل أن يتم تعقّب السائق المشتبه فيه وتوقيفه في وقت لاحق، إثر عملية أمنية منسقة مع الأجهزة المختصة. المعطيات الأولية تشير إلى أن الشحنة المحجوزة كانت متجهة نحو وجهة غير معروفة، وسط شبهات بارتباطها بشبكة تهريب منظمة تنشط بين عدة مدن. وقد فتحت النيابة العامة تحقيقاً موسعاً لتحديد خلفيات العملية والمسؤولين المحتملين عنها. وتواصل الفرق التقنية للدرك معايناتها الميدانية في مسرح الحادث، بالتوازي مع التحقيقات الجارية لتفكيك خيوط هذه المحاولة الفاشلة، في وقت تظل فيه التساؤلات مطروحة حول كيفية عبور هذه الكمية الكبيرة من المخدرات دون رصد مسبق.