أعلن شباب "جيل زيد" المنتمون إلى الحركة الأمازيغية عن تعليق جميع أنشطتهم في إطار دينامية GenZ212، في خطوة احتجاجية ضد تصريحات ومواقف اعتبروها مسيئة للغة الأمازيغية وثقافتها وهويتها الأصيلة. وجاء هذا القرار في بيان رسمي صادر عن الشباب، اذ شددوا على تمسكهم بالأهداف الرئيسية التي خرجوا من أجلها، وهي إصلاح أوضاع الصحة والتعليم، ومحاربة الفساد، والدفاع عن الحقوق المشروعة للشباب، مؤكدين رفضهم لأي استغلال لنضالهم لخدمة أجندات سياسية أو إيديولوجية بعينها. وأوضح البيان أن قرار التعليق جاء نتيجة ما صدر عن بوبكر الجامعي خلال استضافته على منصة Discord، حيث اعتبر الشباب أن تصريحاته ومواقفه تجاه الأمازيغية كانت مشينة ومسيئة للهوية واللغة والثقافة الأمازيغية. كما أشاروا إلى أن التعامل السلبي والتحيز من قبل إدارة منصة GenZ212 تجاه أحد النشطاء، لمجرد طرحه أسئلة حول الديمقراطية والتنمية المنشودة في المغرب، زاد من حدة الاحتجاجات وألزمهم باتخاذ خطوة التعليق. وأكد البيان أن استمرار مثل هذه التصريحات والتصرفات المتهاونة مع مبادئ الاحترام والمساواة كان سببا رئيسيا في اتخاذ القرار، مشددين على أن التعليق سيستمر إلى حين عودة الدينامية إلى مسارها النضالي الأصلي لتحقيق الأهداف الجامعة لشباب GenZ212. وأضاف البيان أن القرار يشمل كافة الفروع الجهوية للدينامية، بما في ذلك جهة سوس ماسة، مراكش أسفي، الدارالبيضاءسطات، درعة تافيلالت، وكلميم السمارة، وهو ما يعكس توجها موحدا للشباب في مختلف أنحاء البلاد، مع التأكيد على أن الدفاع عن الهوية الأمازيغية جزء لا يتجزأ من النضال من أجل الديمقراطية والتنمية المستدامة. وأكد الشباب في بيانهم أن تعليق الأنشطة ليس انسحابا أو استسلاما، بل خطوة احتجاجية تهدف إلى حماية المبادئ والأهداف النبيلة التي قامت عليها الحركة، مع الحفاظ على قيم الانفتاح، والتعددية، واحترام حقوق الإنسان. ويأتي هذا التحرك في سياق حراك شبابي واسع يسعى إلى تحقيق إصلاحات شاملة في قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، وتحقيق شفافية ومحاسبة في مختلف مؤسسات الدولة، بما يضمن تعزيز المشاركة المدنية للشباب وحماية مكتسباتهم الثقافية والاجتماعية. ويظهر هذا القرار أيضا حساسية الشباب تجاه أي محاولات للتقليل من شأن الهوية الثقافية الأمازيغية، وحرصهم على أن يكون أي حوار أو نشاط شبابي مرتبطا بالقيم الديمقراطية، ويحترم التنوع الثقافي واللغوي للمجتمع المغربي. كما يعكس تحركهم إدراكا عميقا بأهمية الجمع بين النضال من أجل الحقوق الأساسية للشباب والدفاع عن التراث والهوية الثقافية كركيزة أساسية لأي تقدم اجتماعي وسياسي في المغرب.