كشف تقرير حديث لمنصة "الما ديالنا" التابعة لوزارة التجهيز والماء واللوجستيك عن تحسن واضح في وضعية السدود بالمغرب خلال شهر أكتوبر الجاري (2025)، في مؤشر إيجابي على بداية انتعاش الموارد المائية بعد سنوات من الجفاف المتتالي الذي ألقى بظلاله على مختلف القطاعات الحيوية في المملكة. وأوضح التقرير أن حجم المياه المخزنة في السدود بلغ 5337.9 مليون متر مكعب إلى غاية 20 أكتوبر الجاري، مقابل 4916.2 مليون متر مكعب خلال الفترة نفسها من سنة 2024، أي بزيادة تفوق 8.5%، ما يعكس تحسنا تدريجيا في مؤشرات تعبئة الموارد المائية. وبلغت نسبة الملء الإجمالية 31.8%، وهي نسبة لا تزال دون المعدل الوطني المرغوب، لكنها تبقى أفضل بكثير من السنوات الماضية التي تراجعت فيها النسبة إلى ما دون 30% في بعض الفترات. وسجل حوض سبو أفضل أداء على الصعيد الوطني بنسبة ملء بلغت 41.5%، أي ما يعادل 2304.8 مليون متر مكعب من المياه، ليحتل المرتبة الأولى بين الأحواض الكبرى. ويعزى هذا الأداء الجيد إلى التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها مناطق فاس ومكناس وسيدي قاسم، فضلا عن تدبير منسوب السدود بشكل عقلاني خلال فصل الصيف. وفي المقابل، يواصل حوض أم الربيع معاناته من وضع مائي مقلق، إذ لم تتجاوز نسبة الملء فيه 9.9% (أي 492.4 مليون متر مكعب)، مع تفاوت كبير بين سدوده. ففي الوقت الذي بلغ فيه سد سيدي إدريس 85% من سعته، ما تزال سدود كالمسيرة وسيدي سعيد معاشو شبه فارغة، ما يؤشر على استمرار الضغط المائي في المنطقة الوسطى للمملكة التي تعتمد بشكل كبير على هذا الحوض لتزويد الدارالبيضاء ومراكش بالماء الصالح للشرب. أما حوض اللوكوس، فقد شهد انتعاشا ملحوظا بفضل التساقطات المتكررة في الشمال الغربي، إذ بلغت نسبة ملئه 46.2% بما يعادل 882.5 مليون متر مكعب، مدعوما بامتلاء مجموعة من السدود المهمة مثل شفشاون (84%) والشريف الإدريسي (83%) وواد المخازن (73%)، فيما ظل سد دار خروفة عند 13% فقط رغم سعته الكبيرة، بسبب ضعف التساقطات في منبعه. وأشار التقرير إلى أن سد الوحدة، أكبر سد في المغرب وأحد أكبر السدود في إفريقيا، بلغ نسبة ملء تقدر ب48%، أي ما يفوق 1.5 مليار متر مكعب من المياه، مما يجعله ركيزة رئيسية في المنظومة المائية الوطنية، خاصة في تزويد مناطق الشمال والغرب. وبالنسبة إلى حوض ملوية، فقد سجل نسبة ملء بلغت 28.4%، أي حوالي 203.9 مليون متر مكعب، حيث تصدر سد على واد الزاالقائمة بنسبة امتلاء كاملة بلغت 100%، يليه سد مشرع حمادي (52%)، ثم سد تمالوت (25%)، وسد محمد الخامس (23%)، الأخير الذي يشهد حاليا أشغال تعلية كبرى تهدف إلى رفع طاقته الاستيعابية في المستقبل لمواجهة الطلب المتزايد على الماء في الجهة الشرقية. ويأتي هذا التحسن النسبي في سياق جهود حكومية متواصلة لتعزيز الأمن المائي، من خلال بناء سدود جديدة، وتسريع مشاريع تحلية مياه البحر، وتوسيع شبكات الربط بين الأحواض، لضمان توزيع أكثر عدلا للمياه بين الجهات.