شهدت المملكة خلال الساعات الماضية تساقطات مطرية متفرقة ومهمة ساهمت في تحسين الوضعية المائية بعد سنوات من الجفاف المتواصل، حيث سجلت عدة سدود رئيسية ارتفاعا في منسوبها، وعلى رأسها سد إدريس الأول بإقليم تاونات، الذي استفاد من كميات مهمة من المياه عززت احتياطه بشكل ملحوظ. ووفق المعطيات الصادرة عن وزارة التجهيز والماء، فقد استقبل السد، خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة فقط، حوالي 630 ألف متر مكعب من المياه، ما يمثل مؤشرا إيجابيا على تحسن مردودية التساقطات الأخيرة وقدرتها على تغذية الروافد المائية والفرشات الجوفية. ويعد سد إدريس الأول من بين أكبر المنشآت المائية في جهة فاس–مكناس، وثاني أكبر سد في حوض سبو، بطاقة استيعابية إجمالية تفوق 1.1 مليار متر مكعب، ما يجعله عنصرا محوريا في تأمين المياه الموجهة للاستهلاك المنزلي والسقي الزراعي ودعم الأنشطة الفلاحية والصناعية. وقد بلغ المخزون الحالي للسد حوالي 378.6 مليون متر مكعب، بنسبة ملء وصلت إلى 33.5%، مقارنة ب 25.9% خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، أي بزيادة تقارب ثماني نقاط مئوية، وهو تطور يعكس بداية انتعاش نسبي في الوضعية المائية التي تأثرت بشدة خلال المواسم السابقة بسبب تراجع التساقطات وتوالي سنوات الجفاف. ومن المنتظر، وفق التقديرات الرسمية، أن تسهم الأمطار المرتقبة خلال الأيام المقبلة في تعزيز احتياطي السدود الأخرى بالجهة، خاصة تلك الموجهة للشرب والري الزراعي، في وقت تعمل السلطات على تفعيل برامج وطنية لتدبير الموارد المائية بشكل مستدام، من خلال تحلية المياه، وإعادة استعمال المياه العادمة، وترشيد الاستهلاك في القطاعات الفلاحية والصناعية. ويأمل الفاعلون في القطاع المائي أن تساهم هذه التساقطات في تخفيف الضغط عن الفرشات الجوفية والمجاري السطحية، وأن تكون بداية موسم مطري واعد يعيد التوازن إلى المخزون المائي الوطني بعد سنوات من الشح والجفاف المتكرر.