أوصى المشاركون في المنتدى الدولي حول النقل الصحي بالمغرب، المنعقد أمس الجمعة بطنجة تحت شعار "الاستعجال والتنقل، نحو رؤية جديدة للنقل الصحي بالمغرب"، بحزمة من الإجراءات في أفق بناء رؤية وطنية متكاملة لتقنين وتطوير القطاع. وأسفرت النقاشات خلال المنتدى، الذي عرف مشاركة خبراء وطنيين ودوليين ومهنيي قطاع الصحة ومشغلي خدمات النقل الصحي، عن تحليل شامل للوضع الراهن للنقل الصحي بالمغرب، مع استعراض التحديات الكبرى المتعلقة بالتنسيق والتقنين والتكوين والتحديث وسهولة الولوج إلى الخدمات، حيث صدرت توصيات تروم تعزيز أداء النظام الوطني للنقل الصحي وضمان عدالته واستدامته. بخصوص الإطار المؤسساتي والقانوني، دعا المشاركون على إعداد إطار قانوني وطني موح د يؤطر النقل الصحي العمومي والخاص، ووضع معايير تقنية وطبية خاصة بشهادات اعتماد المركبات والمعدات والأطقم الطبية، وإحداث آلية وطنية لمراقبة الجودة واعتماد مشغلي النقل الصحي. أما بخصوص التنسيق والحكامة، طالب المشاركون بإحداث المركز الوطني لتنسيق النقل الصحي الاستعجالي، بشكل يربط بين مصالح الSAMU والوقاية المدنية والمديريات الجهوية للصحة، وتوحيد بروتوكولات التدخل بين خدمات الطوارئ والمستشفيات وناقلات المرضى، وتعزيز التواصل بين المؤسسات وضمان قابلية أنظمة المعلومات للتكامل والتفاعل. وفيما يتعلق بتطوير الكفاءات البشرية، اقترح المشاركون إحداث برامج تكوين أساسي ومستمر موجهة لمهنيي النقل الصحي وطب الطوارئ، وإنشاء مراكز للمحاكاة والتدريب لفائدة فرق التدخل قبل الاستشفاء، وتشجيع تبادل الخبرات والشراكات الأكاديمية مع مؤسسات دولية، خاصة مجموعة SAMU بإسبانيا أو المؤسسات المماثلة. كما أبرزت التوصيات أهمية تحديث القطاع وزيادة الاعتماد على الابتكار التكنولوجي، من خلال إدماج الطب عن ب عد وتقنيات تحديد الموقع الجغرافي في تدبير التدخلات الاستعجالية، وتشجيع تحديث أسطول سيارات الإسعاف عبر شراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعم الانتقال نحو سيارات إسعاف صديقة للبيئة (كهربائية أو هجينة) في إطار رؤية مستدامة. وبخصوص الولوج والعدالة المجالية، ناشد المشاركون بضرورة وضع شبكة ترابية متوازنة لخدمات النقل الصحي، خصوص ا في المناطق القروية والجبلية، وإحداث قواعد جهوية للمروحيات الطبية لضمان سرعة التدخلات، وإدماج النقل الصحي الاستعجالي ضمن منظومة التغطية الصحية والتأمين الصحي، مبرزين أهمية التعاون الدولي، الثنائي ومتعدد الأطراف، والبحث العلمي والأكاديمي في مجال النقل الصحي وطب ما قبل الاستشفاء، وإحداث المرصد الوطني للنقل الصحي لمتابعة وتقييم وتوفير المعطيات الدقيقة حول القطاع. وتوقف المشاركون بشكل خاص عند أهمية التواصل والتحسيس في النهوض بالقطاع، عبر إطلاق حملات تحسيس وتوعية مواطناتية حول الاستعمال السليم للنقل الصحي ومهارات الإسعاف الأولي، وإنشاء منصات رقمية للمعلومات والإنذار المبكر، وتثمين دور الفاعلين في الصفوف الأمامية للنقل الصحي من خلال برامج للتحفيز والتقدير.