تعيش بلدة بني تاجيت، الواقعة تحت النفوذ الترابي لإقليم فجيج، منذ السبت 16 نونبر الجاري، على إيقاع احتجاجات مسائية يومية، تتمثل في إغلاق التجار لدكاكينهم، ابتداء من الساعة الرابعة مساء، ثم تنفيذ مجموعة من الشباب لوقفات وتنظيم مسيرات احتجاجية تنتهي بحلقيات يتدارس فيها الغاضبون أوضاعهم وطريقة إيصال رسائلهم للمسؤولين من سلطات محلية ومنتخبة بفك العزلة عن هذه المنطقة وإيلائها قليلا من الاهتمام. وحاول رئيس الدائرة امتصاص غضب المحتجين من الشباب، الذين بلغ عددهم حوالي 120 غاضبا، حسب مصادر من عين المكان، اعتصموا أمام مقر الدائرة، مساء الإثنين الماضي، لكن دون جدوى، اعتبارا لأن الوعود التي تعطى للساكنة لا تنفذ وهي سياسة اعتاد المسؤولون انتهاجها لتهدئة الوضع وإسكات الغاضبين. وفجر غضب ساكنة البلدة، التي يتجاوز تعداد ساكنها ال15 ألف نسمة، ارتفاع فواتير الكهرباء التي بلغت قيمة إحداها 2800 درهم، وفقدان الماء الشروب للجودة، إذ سبق للساكنة أن طالبت منذ سنوات، بتغيير البئر المسمى "بئر يعكوب" الذي يغذي المنطقة، لكنه يتسبب في أمراض عديدة يعاني منه المستهلكون، مثل تكون الحصى في الكلي وارتفاع الضغط الدموي، بفعل وجوده وسط معدن الرصاص بجبل بوضار. وندد المحتجون بتردي البنى التحتية، خاصة الطريق الرابطة بين بلدة بني تاجيت وبلدة الريش على طول حوالي 120 كلم والتي بنيت إبان الاستعمار وتآكلت جنباتها وسطحها وأصبحت الحفر تؤثثها، ثم جمود وركود القطاع المعدني، العمود الفقري للمنطقة في التشغيل، بسبب تعقيد المساطر الإدارية للاستغلال وارتفاع أسعار المتفجرات وصعوبة تسويق المنتوج بسبب الزبونية. واستنكر السكان رداءة الأشغال المتعلقة بالمشاريع المنجزة أو في طريق الإنجاز وطالبوا بالكشف عن دفاتر التحملات وتفعيل لجان المراقبة. ومن جهة أخرى، سجل الغاضبون انعدام تموين بمستوى الخضر، مما نتج عنه ارتفاع في الأسعار في ظل غياب المجلس الجماعي لحلّ المشاكل التي تتخبط فيها الساكنة، والتي زادها الجفاف استفحالا، وطالبوا المسؤولين بالتدخل العاجل والفعال، مع العلم أن أغلبية ساكنة المنطقة تعتمد على الفلاحة المعيشية والرعي البسيط موازاة مع انعدام فرص الشغل للشباب.