لم يتردد تشيزاري برانديلي، مدرب المنتخب الإيطالي لكرة القدم في تقديم استقالته من تدريب منتخب بلاده بعد خروجه من الدور الأول لنهائيات كأس العالم المقامة بالبرازيل، إثر الخسارة أمام منتخب الأوروغواي بهدف لصفر. ولم يكن برانديلي الوحيد الذي قرر الاستقالة من تدريب المنتخب الإيطالي، بل إن رئيس الاتحاد الإيطالي قرر بدوره الاستقالة من مهامه. استقالة برانديلي ومعه رئيس الاتحاد الإيطالي تعد إقرارا بفشل هذا المنتخب في تحقيق المهمة التي سافر من أجلها إلى البرازيل، كما أنها تعكس حجم صدمة الإيطاليين الذين خرجوا للمرة الثانية على التوالي من الدور الأول في نهائيات كأس العالم. لكن المثير في استقالة برانديلي، هو كونه ربطها بالمهاجم ماريو بالوتيلي، فماذا قال برانديلي؟ لقد قال بالحرف إنه راهن على بالوتيلي، وقد كان هذا اللاعب جزءا بحسبه من المشروع الفني الذي وضعه، لكن في نهاية الأمر اتضح لبرانديلي أنه راهن على السراب، وأن كل محاولاته لوضع بالوتيلي على السكة الصحيحة لم تجد نفعا، ولذلك لم يتردد في الاستقالة، وفي شد أذن بالوتيلي مرة أخرى وهو يقول إنه واحد من أسباب استقالته، هذا مع العلم أن برانديلي كان يتلقى دائما تحذيرات بشأن مزاجية بالوتيلي. واقعة بالوتيلي وبرانديلي، وبقدر ما تكشف أن هناك مدربين ومسؤولين يتحملون المسؤولية، ولا يترددون في الإقرار بالفشل، فإنها في الوقت نفسه تعيد فتح النقاش حول «بروفايل» اللاعبين الذين بمقدورهم حمل قميص منتخب بلادهم. لقد ضحى مدرب المنتخب الأرجنيتني بماريو تيفيز لاعب مانشستر ستي من أجل الحفاظ على لحمة المجموعة، وسار ديديي ديشامب في الطريق نفسه وهو يتخلى عن سمير نصري برعم حاجته إليه، أما برانديلي فلم يستوعب الدرس فكان السقوط مدويا بالبرازيل، ومثله سار صبري لاموشي مدرب المنتخب الإيفواري، الذي وقف عاجزا أمام نجوم الكوت ديفوار، فخرج من الدور الأول. أما نحن فمازلنا إلى اليوم نناقش الجدوى من حضور عادل تاعرابت، ومازال البعض يصر على عودته رغم أن المونديال يقدم الكثير من الدروس لمن يريد أن يفهم، ويعرف أن المنتخب ليس منتجعا سياحيا، وفضاء لقضاء النزوات.