توصلت إدارة وكالة الماء والكهرباء والتطهير بمدينة فاس، المعروفة اختصارا ب»لاراديف»، بعدد من المراسلات من لدن فعاليات جمعوية بفاس العتيقة، وعدد من الأحياء الشعبية المجاورة، تطالب فيها بالتدخل العاجل لوضع حد لتلوث المياه القادمة إلى بيوت هذه الأحياء عبر صنابير الوكالة. وقالت المصادر إن العشرات من الأسر أصبحت تلجأ إلى «العيون» المجاورة للأحياء السكنية بهذه المناطق لجلب المياه، تاركة استعمال المياه العمومية لغسل الأواني المطبخية وعمليات التنظيف. ويشتكي السكان من الطعم الكريه للمياه العمومية المستعملة، ويقولون إنهم يعجزون عن شربها، بسبب طعمها المر الذي تشبه رائحته رائحة قنوات الصرف الصحي. وبالرغم من محدودية استهلاك مياه الصنابير في البيوت، فإن الأسر تشتكي من غلاء الفواتير التي تتوصل بها، وتنعتها ب»الملتهبة». ويتكدس المواطنون، حتى أوقات متأخرة، أمام هذه العيون المجاورة بدورها لوديان ملوثة، لملء قنينات البلاستيك. وذكرت فعاليات جمعوية في المدينة العتيقة، والأحياء المجاورة، أن الأسر تعاني بسبب قطعها مئات الأمتار، والصعود والهبوط، من أجل جلب المياه الصالحة للشرب من هذه العيون. وأضافت أن الأطفال يضيعون الكثير من الوقت لمساعدة أسرهم على جلب المياه من هذه العيون، عوض أن يستغلوا أوقاتهم في الذهاب إلى المدرسة ومراجعة الدروس. وكانت فعاليات سياسية تنتمي إلى حزب التقدم والاشتراكية فجرت قضية تلوث مياه الشرب في وجه وزيرة الحزب في حكومة بنكيران، شرفة أفيلال، حينما كانت تؤطر نشاطا لحزب «الكتاب» في غرفة التجارة والصناعة بالمدينة، شهر رمضان الماضي، حيث قدم لها أحد أعضاء الشبيبة الغاضبين بسبب استهتار السلطات بهذا الموضوع قنينة ماء صغيرة جلبها من المنطقة، وطلب منها أن تذوق طعم ما يقدم للعائلات في هذه الأحياء لاستهلاكه، لكنها نفت، وهي تبتلع بصعوبة طعم هذه المياه، وجود أي تلوث في المياه الصالحة للشرب، وقالت إن المؤسسات المعنية تتخذ إجراءات السلامة والوقاية للحفاظ على سلامة وصحة المواطنين، وتستعين بدراسات ومختبرات متخصصة في هذا الإطار. وكان جواب الوزيرة قد أذهل بعض من تتتبعوا اللقاء، الذين يضطر بعضهم إلى «السفر» إلى منتجع سيدي حرازم بشكل شبه يومي لجلب المياه الصالحة للشرب. ويتحدث الكثير من المواطنين المتضررين من طعم هذه المياه عن انتشار أمراض متعددة، من أبرزها القصور الكلوي، مرجعين أسباب انتشار هذه الأمراض إلى استهلاك هذه المياه القادمة إلى بيوتهم من واد سبو، بعد إعادة معالجتها، وهو من الوديان الأكثر تلوثا في المغرب، بالنظر إلى أنه أضحى منذ وقت طويل مطرحا مفتوحا للنفايات المنزلية والمواد الكيماوية للمعامل التقليدية.