اتهم نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل عيوش بتعمد البحث عن منع عرض فيلمه بالمغرب، من خلال الإفراط في تصوير مشاهد ترمز للعلاقات الجنسية ب«الفور يالشيفور» على حد تعبيره. وقال بنعبد الله أول أمس خلال لقاء مفتوح بمدرسة الحكامة والاقتصاد «نحن مع حرية الإبداع والتفكير والرأي، لكن ذلك لا يمنعنا من طرح سؤال عريض مفاده: هل نحن ما بصدده إبداع، أم سعي خاص لتسويق وإشهار منتج معين؟ إنه سؤال يتعين على صاحب الفيلم الإجابة عنه». وفي الوقت الذي أصدرت جمعية «بيت الحكمة» بلاغا اعتبرت فيه قرار منع فيلم «الزين لي فيك»، «مصادرة مكشوفة لحرية الإبداع والفنون»، و«تدشينا لحلقة جديدة من الحلقات التي تستهدف في العمق مشروع الحداثة الفكرية والثقافية ببلادنا»، قال بنعبد الله إن ما ورد في الفيلم ليست فيه أي نبرة إبداعية أو فنية. وأضاف «عمليا هناك من كان يبحث عن المنع وهو أمر واضح». وواصل بنعبد الله انتقاده للقطات الفيلم، التي عرضت على اليوتوب، وقال: «أنا لا أنساق وراء المواقف السهلة، وهناك واقع مغربي معروف، لكن لا يمكن اختصاره في هذا الاتجاه فقط»، في إشارة إلى الفيلم الذي قال مخرجه إنه يصور واقع ممتهنات الدعارة. بنعبد الله أشار إلى أن الدعارة واقع معروف في المغرب ولا يمكن إنكاره، مضيفا أن «هناك مظاهر موجودة، وأي شخص يحاول إغماض عينيه عنها كيخربق»، لكن «مقاربتها وفق ما جاء به الفيلم لا أظن أن فيها أي نبرة إبداعية أو فنية». وأضاف بأن «الفنان التشكيلي حين يحاول أن يرمز إلى علاقة جنسية سيفعل ذلك بشكل فني تكون له جمالية كبيرة، وسيكون من الواضح أن ما تراه يرمز إلى ذلك، وبالتالي لا حاجة لأن يتم تصويره ب«الفور يالشيفور» كما حصل في الفيلم، وأن تردده وتستهلك فيه دقائق كثيرة». ولم يكتف بنعبد الله بذلك، بل أضاف بأن أكبر الدول في مجال حرية الإبداع تقارب هذه المواضيع بذكاء، وقال: «عيوش صديق لي وإذا التقيته سأناقش معه الأمر بكل وضوح، لكن المقاطع التي بثت الآن تجاوز عدد مشاهديها المليونين، وهو ما يعني أن اللي عطاه الله عطاه». وأضاف أن «الهدف تحقق بعد توظيف ذكاء تجاري وتسويقي للبحث عن المنع». إلى ذلك، اضطر وزير الاتصال للخروج بثاني بلاغ حول فيلم «الزين لي فيك» بعد البلاغ الأول المتضمن لقرار منع عرضه بالمغرب. وحمل البلاغ إقرارا رسميا بالضجة التي أثارها المنع على المستوى الدولي قبل أن ينفي ما تم تداوله عن تراجع الوزارة عن قرارها. وأوضح البلاغ أنه «على إثر تداول بعض مستعملي الشبكات الاجتماعية وبعض المواقع الإلكترونية لمقال مفبرك، يحور مقالا نشر سابقا بأحد المواقع الإلكترونية الفرنسية المعروفة، وذلك بغرض ترويج ادعاء بأن وزارة الاتصال سمحت أخيرا بعرض فيلم «الزين اللي فيك»، استنادا على مصدر مزعوم من داخل المركز السينمائي المغربي، فإن وزارة الاتصال تؤكد بأن قرار السلطات المغربية المختصة بعدم السماح بالترخيص بعرض الفيلم «الزين اللي فيك» بالمغرب لا زال ساري المفعول». وأضاف البلاغ أن مسؤولي المركز السينمائي ينفون بشكل قاطع صدور أي تصريح بهذا المضمون أو في هذا الاتجاه، وأن الوزارة «إذ ترحب بالنقاش الجاد والمسؤول على شبكات التواصل الاجتماعي، والذي أبرز «تأييدا بشكل جد واسع لقرار السلطات المغربية، فإنها تستنكر في المقابل ترويج مقال مفبرك بشكل يبرز رغبة البعض في تغليط الرأي العام الوطني والدولي»، يضيف البلاغ.