المستعربون هم وحدة تابعة للشرطة الإسرائيلية وتحديدا لحرس الحدود، تسمى أيضا (فرق الموت) عناصرها يعتبرون من الوحدات المنتقاة، عربيةٌ هي ملامحهم، وملابسهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وحتى لغتهم بين الفلسطينيين. يندسون ربما لدقائق أو ساعات أو أيام، أو حتى لشهور، وما إن تحين الفرصة، حتى ينقضون على فريستهم، والنهاية في معظم الأحوال: جمع معلومات، أو اختطاف شخصيات، أو تصفية مقاومين فلسطينيين، أو تفريق متظاهرين. حسب فيديو تم بثه على نطاق واسع، على موقع اليوتيوب، ما شهده شبان فلسطينيون كانوا بصدد رشق حاجز عسكري، كان مفاجئا للجميع، ففي غضون ثوان فوجئ الشبان الفلسطينيون الذين كانوا يلقون الحجارة على حاجز عسكري بأربعة ملثمين، يحمل أحدهم علم حركة حماس يطلقون النار عليهم، ليكتشفوا بعد ذلك أنهم من وحدة "المستعربين" في الأمن الإسرائيلي. وكلمة «مستعربون» من أكثر الكلمات التي يكرهها الفلسطينيون، وهم رجال يعملون في أجهزة الأمن الإسرائيلية ويتسللون بشكل متكرر إلى تظاهرات ومواجهات للقيام باعتقالات. وفي تفاصيل الحادثة، وقف المستعربون الأربعة إلى جانب الشبان الفلسطينيين قرابة نصف ساعة وقاموا بإلقاء الحجارة معهم على الجنود الإسرائيليين، حيث من المستحيل على المتظاهرين التعرف على المستعربين وسط الحشود في الاشتباكات في الضفة الغربيةوالقدس الشرقية لأن الجميع يلجأ إلى تغطية الوجه باستخدام كوفية أو قميص. واندمج الأربعة الذين يحملون حقائب مدرسية بين جموع الطلاب الفلسطينيين الذين كانوا قد دعوا إلى "يوم غضب" في رام الله، وكانوا يرتدون أحذية رياضية بينما ارتدى احدهم قميصا لفريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، ووضع آخر علم حركة حماس الإسلامية في جيب سرواله. ووقف المستعربون في الصفوف الأمامية على بعد عشرات الأمتار من الجنود الإسرائيليين، وقاموا بإلقاء الحجارة وتحصنوا وراء سلة نفايات كبيرة مثل الشبان الذين يختبئون خلفها من الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وفجأة، انفصلت مجموعة من الشبان عن باقي المتظاهرين وأخرج هؤلاء مسدسات وأطلقوا النار على شبان فلسطينيين، واعتقلوا ثلاثة منهم. بعد إدراك المتظاهرين أن هناك مستعربين بينهم، بدأوا بإلقاء الحجارة باتجاههم بينما أطلق الأربعة النيران، وأصيب شابان فلسطينيان، كما أصيب أحد الشبان في مؤخرة جمجمته، ووصل بعدها جنود إسرائيليون كانوا على مسافة عشرات الأمتار، لمساعدة المستعربين على سحب الشبان الثلاثة من أيديهم باتجاه سيارات الجيب العسكرية الإسرائيلية. تاريخ هذه الوحدات.. تأسست وحدة المستعربين في الثلاثينيات من القرن الماضي لقتل وتشريد الفلسطينيين، وعادت للعمل منذ الانتفاضة الأولى (1987-1991)، والمقاومة تمكنت من تصفية مؤسسها وقائدها. اغتال أفرادها 422 فلسطينيا بين عامي 1988 و2004 ومعظمهم يعانون الصدمة النفسيّة بعد انتهاء الخدمة. وحدة (المستعربين) التابعة للشرطة الإسرائيلية وتحديدا لحرس الحدود، تسمى أيضًا (فرق الموت) عناصرها يعتبرون من الوحدات المنتقاة بملامح عربية، وملابسهم، وعاداتهم وتقاليدهم، وحتى لغتهم، تعد مألوفة ودارجة بين الفلسطينيين. يندسون ربما لدقائق أو ساعات أو أيام، أو حتى شهور، وما إن تحين الفرصة حتى ينقضوا على فريستهم بشراسة وعنف قد يصل للتصفية في حالة المقاومة الشديدة، والنهاية في معظم الأحوال: جمع معلومات، أو اختطاف شخصيات، أو تصفية مقاومين فلسطينيين، أو تفريق متظاهرين. إنهم «مستعرفيم»، وهي كلمة عبرية تعني المستعربون، وهم يهود وأيضا ذوو أصول عربية، يعملون في وحداتٍ أمنية إسرائيلية تسمى وحدات المستعربين. في السابق، كان هؤلاء المستعربون يعمدون إلى جميع الوسائل من قتل وتشريد بحق السكان المدنيين العزل، حيث كانوا يعملون ضمن العصابات الصهيونية المحاربة مثل (ايتسل) و(ليحي)، و(الهاغانا). لعل أحدثها ما كشفت عنها صحيفة ‘هآرتس'، فقد أطلقت شرطة الاحتلال مؤخراً وحدة (مستعربين) سرية جديدة بين الفلسطينيين داخل مناطق ال48 بغية بناء بنية تحتية استخباراتية تمكن أجهزة الأمن الإسرائيلية من التعامل مع فلسطينيي الداخل. ونسبت الصحيفة إلى المفتش العام للشرطة يوحنان دنينو قوله: إننا نعاني من نقص في المعلومات، لذا تواجهنا صعوباتٍ كبيرة في العمل داخل المناطق ذات الأغلبية العربية مثل مدينة أم الفحم، أو حي الجواريش في الرملة، حيث إن الوحدة الجديدة آخذة في التوسع للتغلب على نقص المعلومات. إلى جانب هذه الوحدة، توجد وحدة أخرى تابعة لشرطة الاحتلال تعمل منذ عدة سنوات في مدينة القدس الشرقية المحتلة والقرى المحيطة بها، بدعوى محاولة إحباط أي «أنشطة إرهابية» بين فلسطينيي ال48، وقد تم لاحقا توسيع رقعة أنشطة هذه الوحدة إلى مناطق ذات أغلبية عربية أخرى، وحسب الصحيفة، لا يقتصر عمل وحدات (المستعربين) داخل أراضي 48 ، إذ نفذ أفراد هذه الوحدات عملياتهم القذرة في قطاع غزةوالضفة الغربية المُحتلة. وتفيد المعلومات المتوفرة بوجود وحدة (مستعربين) تسمى (شمشون) تعمل في محيط قطاع غزة، وأخرى تُدعى (دوفدوفان) (كرز) في الضفة الغربية، وقد أسسها وزير الأمن الإسرائيليّ، إيهود باراك، بالإضافة إلى ثالثة تسمى (يمام) وهي تابعة لما يسمى حرس الحدود، وهي الوحدة الخاصة لمكافحة ما يسمى بالعمليات الإرهابية. وخلال انتفاضة الأقصى التي تفجرت في شتنبر سنة 2000، نفذت وحدات (المستعربين) عمليات اختطاف واغتيال للعشرات من نشطاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة (الجهاد الإسلامي)، وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى. ولا تتوافر أرقام دقيقة حول ضحايا وحدات (المستعربين)، لكن حسب كتاب (المستعربون فرق الموت الإسرائيلية) لمؤلفه غسان دوعر، فقد اغتال أفراد تلك الوحدات 422 فلسطينياً ما بين عامي 1988 و2004، وكانت أجرأ عملية للمقاومة الفلسطينية تصفية الجنرال إيلي أبرام، الذي أسس الوحدة، وتم القضاء عليه في معركة شرسة بين المقاومين الفلسطينيين والمستعربين في مخيم جنين في غشت سنة 1994. وقد كان لهذا الحدث تداعيات سلبيّة جدا على إسرائيل. أساليب التمويه .. بالنسبة لأساليب (المستعربين) في الاندساس بين الفلسطينيين، فتتنوع باختلاف المهام المطلوب منهم إنجازها، وطبيعة مسرح الأحداث، ففي أكتوبر 2005 أقر جيش الاحتلال بزرع (مستعربين) بين المتظاهرين الفلسطينيين ضد جدار الفصل العنصري في بلدة بلعين غرب مدينة رام الله، وجاء هذا الاعتراف بعد أن كشف المتظاهرون عدداً من (المستعربين) الذين حرضوا بعض الشباب على رشق جنود الاحتلال بالحجارة، بل وقاموا هم بإلقاء الحجارة بأنفسهم على الجنود لتسخين الأجواء بشكلٍ متعمد، ما يوفر مبررا لجنود الاحتلال كي يهاجموا المحتجين بوحشية. وجاء الكشف عن هؤلاء (المستعربين)، بعد أن طلب منهم بعض المتظاهرين الكشف عن بطاقات هوياتهم الشخصية، وعندما تبين أنهم لا يحملون بطاقات الهوية الفلسطينية، وأن بحوزتهم مسدسات، تدخل جنود الاحتلال بسرعة وسحبوا هؤلاء (المستعربين) لحمايتهم. وخلال محاولات الجماعات والميليشيات الإسرائيلية المتطرفة اقتحام المسجد الأقصى، تنكر (مستعربون) في لباس رجال صحافة يحملون كاميرات ومعداتٍ صحفية أخرى، وانخرطوا وسط الشباب المقدسي المحتج على محاولات اقتحام الأقصى خلال احتفال اليهود بموسم الأعياد. كما لا يتورع (المستعربون) عن انتحال صفة طواقم طبية، ويكونون مجهزين بالأدوات الطبية المعتادة لتسهيل مهماتهم في اعتقال ما تعتبرهم إسرائيل مطلوبين أمنيين، وفقاً لما كشفت عنه صحيفة ‘معاريف' الإسرائيلية. كما يوجد (مستعربون) حتى داخل سجون الاحتلال، فثمة وحدة تسمى (متسادا) تابعة لمصلحة السجون الإسرائيليّة مهمتها الأصلية هي السيطرة على أي محتجزي رهائن داخل السجون القابع فيها أسرى فلسطينيين، وقمع أي اضطرابات معقدة من جانب الأسرى، إلا أن هذه الوحدة تنفذ أحياناً مهمات خارج السجون، وخاصة في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أنّ أفرادها يدخلون السجون كمعتقلين ويحاولون استدراج المشبوهين الفلسطينيين والحصول على معلومات تورطهم في التهم المنسوبة إليهم، وهم يُسمون بالعصافير. ويقول الباحث الإسرائيلي في الشؤون العسكرية، طال زاغرابا، الذي أجرى العديد من المقابلات مع عناصر فرقة المستعربين، إنّه لاحظ أنهم تحدثوا جميعهم عن الخوف الذي يلازمهم خلال تنفيذ المهمات المنوطة بهم، كما يواكبهم عامل الخوف حتى بعد انتهاء خدمتهم في هذه الوحدة، والعديد من خريجي الوحدة يتقدمون بدعاوى ضدّ وزارة الأمن بهدف الحصول على تعويضات لأنّهم باتوا يعانون مما يُسمى طبيا بما بعد الصدمة النفسيّة (POST TRAUMA). أبرز وحدات المستعربين وحدة الجدعوينم (المستعربين) التابعة للشرطة الصهيونية وتحديدًا لحرس الحدود، تُسمى أيضًا (فرق الموت). وحدة يمام وهي تابعة لما يسمى حرس الحدود وهي الوحدة الخاصة بمكافحة العمليات الفدائية. وحدة دوبدوبان تتركز نشاطاتها في الضفة الغربية أفرادها قتلة محترفون، وتجعل من عملية القتل عملية روتينية سهلة لديهم. وحدة هاعنيدونيم، وتعمل في منطقة القدس، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عنيدون وهو قائد عسكري ورد اسمه في التوراة، تم استحداثها في غشت سنة 1990، وقد كشف المفتش العام السابق لشرطة الاحتلال الإسرائيلي الجنرال عساف هيغيتز عن وجود هذه الوحدة في غشت من عام 1998. وحدة سرية تابعة لشرطة الاحتلال تعمل داخل مناطق ال 48. وحدة (متسادا) من المستعربين، التي توجد داخل سجون الاحتلال، التابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية مهمتها الأصلية هي السيطرة على أي محتجزي رهائن داخل السجون القابع فيها أسرى فلسطينيون، و يدخل بعض أفرادها السجون كمعتقلين ويحاولون استدراج الأسرى الفلسطينيين والحصول على معلومات تورطهم في التهم المنسوبة إليهم. (شمشون)، وهي فرقة من المستعربين تعمل في قطاع غزة. أساليب الحذر من المستعربين في سبيل نشر الوعي لدى المتظاهرين، انتشرت حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، طالب فيها النشطاء بنشر النصائح والإرشادات كي يحمي المتظاهرون أنفسهم من الوقوع في شراك «فرق الموت» أو ما يسمى «المستعربون». وتوضح الحملة أن هناك عدة وسائل للكشف عن المستعربين أثناء محاولتهم الانخراط في التظاهرات، أحد هذه النصائح تتمثل في ضرورة ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة، إذ يخصص المستعربون ملابس غامقة وفضفاضة كي يخفوا أسلحتهم تحتها. كما تطالب الحملة بضرورة إدخال المتظاهرين ملابسهم داخل سراويلهم، وهو ما سيميز غير المتظاهرين، إذا يبقي أفراد وحدة المستعربين ملابسهم خارج السراويل، كي لا يكشفوا عن المسدسات والقيود التي يحملونها ويخفونها أسفل الملابس. إن تحول أفراد الوحدة من مدنيين-متظاهرين- إلى رجال أمن يكون في لمح البصر، ففي لحظات، تراهم يرتدون قبعة يكتب عليها بالعبرية «شرطة»، يسحبون مسدساً صغيراً مدسوسا تحت ملابسهم الفضفاضة، وغالبا ما يحاولون إخفاء وجوههم حتى لا تعرف هويتهم الحقيقية. وحسب شهود عيان، هم يحملون أيضا سكاكين توضع تحت سراويلهم من جهة أسفل أحد الساقين، وأدوات معدنية أخرى يستخدمونها في اعتقال الفلسطينيين وضربهم بعنف أثناء الاعتقال أو محاولة الاختطاف.
