الفوز على بطل العالم أو لا شيء.. كان محمد العرجاوي الملاكم المغربي الوحيد الذي صنع الإستثناء هنا بلندن تماما كما فعل قبل أربع سنوات بدورة بيكين الأولمبية، عندما كان الملاكم الوحيد الذي يتخطى الدور الثمن النهائي ويصل إلى دور الربع الذي يضعه على بعد خطوة من البوديوم الأولمبي ويحقق بالتالي للملاكمة المغربية ميداليتها الرابعة بعد برونزيات الأخوين عشيق عبد الحق ومحمد في دورتي 1988 بسيول و1992 ببرشلونة والطاهر التمسماني في دورة سيدني 2000. ويذكرمحمد العرجاوي بلوعة دورة بيكين ومباراة الربع للوزن الثقيل التي وضعته في مواجهة الملاكم الأمريكي ديونتاي ويلدير وهي المباراة التي حجبت عنه البوديوم الأولمبي بعد أن إنتهت متعادلة ومنح الحكام خلالها الفوز للأمريكي، " ما زالت تلك المبارة أمام عيني أذكرها جيدا وكأنها كانت بالأمس فقط ، لقد كنت قريبا جدا من الصعود إلى الدور نصف النهائي الذي يضمن على الأقل ميدالية برونزية، ولكن علي أن أنتبه وأفكر في ما أنا فيه الآن." وما هو مؤكد الآن أن الملاكم محمد العرجاوي قد بلغ الدور ربع النهائي لوزن الثقيل الممتاز بعد أن مر من دور إقصائي وحيد تفوق خلاله على الكاميروني ميندوو بليز بنتيجة 15 مقابل 6، (6-2) في الجولة الأولى و(5-2) في الجولة الثانية و(4-2) في الجولة الثالثة، وللعرجاوي ذكريات طريفة مع هذا الملاكم الكاميروني، " كنت قد إلتقيته أول مرة سنة 2011 حيث سيتوج بالكاميرون مسقط رأسه سنة 2011 بطلا لإفريقيا، وكان مثيرا للضحك أن يفوز علي بحصة ناذرة في عالم الملاكمة، 24 مقابل 4، بعدها إلتقيته بالدورة المؤهلة للألعاب الأولمبية بالدارالبيضاء وفزت عليه بفارق نقطة واحدة وهنا بلندن تفوقت عليه في كل الجولات بشكل واضح." اليوم يوضع إذن الملاكم المغربي أمام إمتحان قوي جدا، إن نجح فيه دخل التاريخ من أوسع الأبواب، ذلك ان الدور ربع النهائي يضعه في مواجهة الإيطالي روبيرطو كاناريل الذي يبلغ من العمر 32 سنة ويلعب الأولمبياد الثالث والأخير له بالتأكيد ولا يريد مغادرته إلا والميدالية الأولمبية موضوعة على صدره، فكاناريل هو صاحب ذهبية أولمبياد بيكين 2008 وصاحب برونزية أولمبياد أثينا 2004 وهو أيضا حامل لقب بطل العالم مرتين في شيكاغو سنة 2007 وميلان سنة 2009. بطل بهذه المقاسات العالمية وبكل هذه الألقاب لا يخيف العرجاوي ولا يثني من عزيمته، " صحيح أن الأرقام والمعطيات والرصيد كلها تلعب لصالح الملاكم الإيطالي روبيرطو كاماريل، إلا أنني واثق من قدراتي ولي فرصة لا بد أن ألعب عليها، إنه ملاكم يفضل دائما أن يلعب مدافعا لا يكشف وجهه ويعتمد على المباغثة وتوجيه الضربات الخاطفة والتي تعطيه النقط، سأكون حريصا جدا أمامه،وأتمنى أن يوفقني الله في الفوز عليه برغم أنه مرشح من الجميع للفوز، دعواتكم جميعا لي." الإطار عثمان فضلي يتفق مع محمد العرجاوي أن الفرصة قائمة لإنتزاع التأهل حتى لو كان ذلك على حساب بطل العالم وبطل الأولمبياد: " بعد الفوز البين على الملاكم الكاميروني بليز تضع القرعة العرجاوي أمام بطل العالم مرتين وحامل ذهبية دورة 2008 الأولمبية، وهي مباراة سيلعبها العرجاوي بدون مركب نقص مدافعا عن كل حظوظه في التقدم إلى الدور نصف النهائي، الأمر يحتاج إلى التركيز العالي والذكاء في توجيه اللكمات المحتسبة." وبالعودة إلى إخفاق ستة ملاكمين مغاربة في تخطي الدور الأول قال المدير التقني عثمان فضلي: " الأمر محزن بالفعل ويستدعي التعاطي معه بدون تشنج وبدون إسقاطات أيضا، لا أحد ينكر أن الملاكمين المهدي خالصي في وزن نصف المتوسط وأبو بكر اللبيدة في وزن الديك قد تعرضا لظلم كبير من قبل الحكام فقد تفوقا في تسديد الضربات ولكنهما لم يحصلا على ما يستحقانه من نقط، والكل يعرف أن نظام التنقيط في الملاكمة ما زال موضع جدل كبير وهناك أصوات ترتفع اليوم لتغيير هذا النظام وأيضا لتغيير نظام إجراء القرعة لتحديد الأدوار. أما المفاجأة الكبيرة فتمثلت في خروج الملاكم عبد القادر عتقاني من الدور الأول لوزن الخفيف الممتاز ولو أن من فاز عليه هو الموريسي ريشارنو كولين الذي يحضر إلى الأولمبياد لثاني مرة وهو بطل إفريقيا." وأكد فضلي على أن الملاكمين تحصلوا على كل فرص التحضير الجيد إلا أن المشكلة الأساسية تكمن في الحصول على نوعية خاصة من الملاكمين تكون لهم الموهبة ويحصلون على التكوين القاعدي وبعد ذلك يتم الإشتغال معهم كرياضيي المستوى العالي والأمر الأول موكول للأندية، مشددا على أن العمل يجب أن يتواصل برغم كل شيء. وكانت الملاكمة المغربية محجوبة أوبيل محظوظة عندما أعفتها قلة المنافسات من لعب الدور ثمن النهائي، إذ تأهلت مباشرة إلى الدور ربع النهائي والذي ستلتقي خلاله يوم غد الإثنين على الساعة الثالثة زوالا بالتوقيت البريطاني الكازاخستانية سعيدة خاسينوفا. لندن: