تحل، غداً الأربعاء، الذكرى السادسة لرحيل فنان "لوتار" الأمازيغي، محمد رويشة، ابن مدينة خنيفرة، الذي خرج في جنازته الآلاف من المحبين، الذين حلوا في المدينة من مناطق مغربية مختلفة، لتوديعه. الراحل محمد رويشة تربطه بخنيفرة علاقة خاصة، ذلك أنه عاش في دروبها، وظل وفيا لأحيائها الشعبية، على الرغم من شهرته، التي فاقت حدود الوطن، حيث نقل عنه رفضه الاستقرار خارج عاصمة زيان، التي تغنى بها، وقال: "خنيفرة ما نخطاك حتى نموت حداك". وحول الأسباب، التي أجبرته على ملازمة خنيفرة، حتى بعد وفاة " ملهمته" الأم، ورفضه الاستقرار في مدن كالرباط، والدارالبيضاء، كما جرت عادة الفنانين، عدم قدرة هذه المدن، حسب ما نقل عنه، على إنبات شجر الأرز، الذي تشتهر به غابات أجدير المجاورة لمركز مدينة خنيفرة. وعرف الراحل، بالإضافة إلى غنى "ريبيرطواره" الفني، بكرمه، وحبه للمغاربة، ذلك أن بيته كان قبلة للضيوف، ووجهة للباحثين في مجال الثقافة، والفلكلور الشعبي المحلي، كما عرف عنه رفضه المطلق لكل أشكال التعصب، حيث ظل يردد "حنا ولاد وطن واحد"، و أغنيته "الله جمع المومنين"، التي أبدع فيها قبل عقود، ترجمة للهوية المغربية، التي تنهل من روافد متعددة.