مع بداية العشر الأواخر من شهر رمضان، بدأ فصل جديد من التوتر بين جماعة العدل والإحسان، والسلطات، بسبب الاعتكاف في المساجد. وقالت جماعة العدل والإحسان، في ساعات مبكرة من اليوم الأحد، إن “القوات العمومية اقتحمت، ليلة أمس السبت، أربعة مساجد في مدينة وجدة، وأخرجت بالعنف من كان فيها من المعتكفين، الذين كانوا يتلون كتاب الله فباغتتهم، وقد أجبرتهم على مغادرة المساجد منتهكة حرمتها”. وقالت الجماعة، عبر صفحتها الرسمية، إن المساجد التي كانت مسرح التوتر الأخير، هي مسجد الفرقان في حي كلوش، ومسجد البقيع في حي الرجاء في الله، ومسجد الصفة بطريق العونية، ومسجد الغزالي في حي لزاري. وعلى خلفية التدخل، نظم المعتكفون بعد إخراجهم من المساجد وقفات احتجاجية، مطالبين بالحق في حرية الولوج، والاعتكاف في المساجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان. يذكر أن الجماعة استبقت التوتر، إذ أكد القيادي فيها، حسن بناج، في حديث سابق ل"اليوم 24″، أن الجماعة لا تنظم الاعتكاف، وكل ما في الأمر أن أعضاءً منها يلتحقون بالمساجد مثل باقي المواطنين من أجل الاعتكاف، معتبرا أن المنع من الاعتكاف في عدد من المساجد لا يطال العدل والإحسان، وإنما كل المصلين. وتعتبر قيادات العدل والإحسان أن المنع، الذي يطال أعضاءها لا يمثل الاعتكاف إلا جزءا منه، ويتمثل في عدد من الصور، مثل منع جمعيات تضم أعضاءً من العدل والإحسان، مثل جمعيات الأحياء. وكان عدد من المساجد، على مدى السنوات الأخيرة، خصوصا في مدن الشرق، قد تحول إلى ساحة جديدة للمواجهة بين جماعة العدل والإحسان، والدولة، بعدما تدخلت السلطات لإخلاء المساجد، بعد صلاة التراويح، لمنع الاعتكاف.