في سابقة مثيرة، دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، بعضا من رؤساء المجالس العلمية، إلى التحقيق والبحث بشأن بعض أئمة المساجد الذين يتطفلون على الولائم والمناسبات التي ينظمها بعض المواطنين، سواء كانت أعراسا أو جنائز أو عقيقة أو صدقة في مناسبة معينة. وأشارت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في مراسلة حصلت عليها «أخبار اليوم»، إلى أن من سمتهم ب«الأئمة المتطفلين على الولائم والمناسبات» يحرصون على الحضور دون دعوة صاحب المنزل، بأعداد كبيرة، ويضاف إليهم متطفلون آخرون ممن لا يزاولون أي مهمة بالمساجد، وأغلبهم من القراء في المقابر، الأمر الذي يضع صاحب المناسبة في حرج شديد، ويكلفه أعباء إضافية بسبب العدد الزائد من الحضور. وتضيف مراسلة مندوبية الأوقاف أن بعضهم يعمد، في كثير من الأحيان، إلى طرد الأئمة جميعهم دون تردد. وتلتمس وزارة أحمد التوفيق، من بعض رؤساء المجالس العلمية، كما هو الحال في إقليم النواصر بالبيضاء، إجراء بحث في هذه الممارسات التي تنافي شروط الإمامة، وفي مقدمتها التحلي بالأخلاق الحسنة والمروءة والسمت الحسن، والترفع عن السلوكات المشينة أو التي من شأنها أن تخدش كرامة القيم الديني، داعية، في توجيه رسمي، إلى تحديد المسؤولين عن هذا الأمر، وتنبيههم وتحميلهم كامل المسؤولية عن أفعالهم. وتكشف المراسلة ذاتها أن بعض مندوبيات الأوقاف والشؤون الإسلامية كانت قد استدعت، في وقت سابق، بعض هؤلاء المتطفلين، ونبهتهم إلى خطورة الأفعال المنسوبة إليهم، وأخبرتهم بأنه يتعين حضور الإمام الذي تقع المناسبة في منطقته فقط، بعد إخبار ودعوة من صاحب المناسبة نفسه، ويمكن أن يصحب الإمام المدعو معه إماما آخر قريبا منه أو اثنين على الأكثر، بعد موافقة صاحب الدعوة. وعابت مراسلة الأوقاف الأئمة المرشدين لعدم تدخلهم للحد من هذه الممارسات، لأنها تقع تحت أنظارهم، ولا يكلفون أنفسهم عناء إخبار مندوبيات الأوقاف أو المجالس العلمية بهذا السلوك.