قال مصطفى اليحياوي، أستاذ السوسيولوجيا السياسية، إن بلاغ عبد الاله بنكيران رئيس الحكومة المكلف، القاضي بوقف المشاورات السياسية لتشكيل الحكومة مع كل من عزيز أخنوش، وامحند العنصر، "فيه إشارة لمن يهمه الأمر بضرورة التدخل لضبط الإيقاع". وشدد اليحياوي، في تصريح ل "اليوم24″، أن ما يؤكد هذا الافتراض هو "حرص بنكيران على أن يوقع البلاغ بصفته الشخصية ودون استشارة الأمانة العامة". وأوضح أستاذ السوسيولوجيا السياسية، عن وجود خلاصات أفرزها، البلاغ المشترك للأحرار والحركة والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي، والرد الصريح والسريع والواضح لبلاغ بنكيران بصفته أميناً عاما للعدالة والتنمية ورئيس الحكومة المكلف.
الأولى، حسب المتحدث ذاته، يتأكد أمران، هي أن "مواقف الأحزاب الأربعة في مختلف مراحل المشاورات كانت موضوع تنسيق بينها، وهو ما يعني أنها معا كانت مسؤولة على حالة البلوكاج".
أما الأمر الثاني، يضيف اليحياوي، هو "أن مواقف هذه الأحزاب الأربعة هي امتداد لمخطط بدأ منذ 8 أكتوبر، يقضي بمحاصرة إرادة الناخبين في اقتراع 7 أكتوبر كي لا يعتد بها في مرحلة تشكيل الحكومة وهيكلتها". واعتبر اليحياوي أن هذا المخطط "يعني سياسياً محاولة جر بنكيران إلى معركة الاستنزاف النفسي ليسلم في الأخير أن معركة الديمقراطية لا تتجاوز لحظة فرز الأصوات، أما ما يهم الحكومة فهو شأن يحكمه صراع مصالح وتتدخل فيه قوى بأدوات صراع وإمكانيات وعلاقات لا يمكن لبنكيران منافستها ولا مواجتها، وبالمحصلة سيعلن إما فشله وإما أن يسلم بالتعايش الإجباري مع هذا الواقع". والحال، يقول مصطفى اليحياوي، أن "مزاج بنكيران يميل إلى الممانعة، لأن الضغط في رأيه بلغ درجة غير مقبولة وهي حاطة بكرامته وبوضعه الاعتباري، لذلك جاء بلاغه بلغة صارمة تغلق النقاش، أو أي محاولة لمعاودة التفاوض".