عرفت تظاهرات أول أمس الأحد التي نظمتها بقايا حركة 20 فبراير بمدينة سلا، مشاركة مكثفة للأطفال القاصرين الذين تقدموا المسيرة، رافعين اللافتات، وذكر شهود عيان، أن الجهات المنظمة لهذه المسيرة والمتمثلة أساسا في العدل والإحسان والنهج الديمقراطي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، استعملت الأطفال كدروع بشرية، في مواجهة رجال الأمن، مشددين على أن أغلب المتظاهرين كانوا أطفالا ونساء، وانتقدت مصادر متطابقة استغلال الأطفال في مثل هذه المسيرات، ضدا على كل المواثيق والأعراف الدولية، والتي تم تدبيجها في ميثاق الأممالمتحدة لحقوق الطفل. وقد عملت ميليشيات بقايا حركة 20 فبراير، على استعمال الأطفال في مقدمة المسيرات، بعد شحنهم، وهو ما يعتبر تحولا خطيرا في هذه التظاهرات، التي تجعل الطفل القاصر في مواجهة خطابات لا يفهمها من قبيل الملكية البرلمانية، وقد استغلت العدل والإحسان والنهج الديمقراطي، من خلال خطاباتها الراديكالية، سذاجة الأطفال الصغار، الذين يتحولون في لحظة من اللحظات إلى قنابل موقوتة قابلة للانفجار، وهو ما ينزع عن هذه التظاهرات صفة النضج، وتتحول إلى مجرد لعب "الدراري"، الذي يصبح في كثير من الأحيان خطرا على الأمة. إن استغلال الأطفال الصغار في مسيرات تريد التغيير، هي جريمة يعاقب عليها القانون، لأن مكان الطفل الطبيعي هو المدرسة، أو ساحات اللعب، وليس الشارع، حيث يتم استغلالهم أبشع استغلال، ويتم تحويلهم إلى رقم في معادلة العدل والإحسان والنهج الديمقراطي، وهو ما يستلزم التدخل الفوري لمنع هذه الجريمة النكراء. لقد تأكد بما لا يدع مجالا للشك ، أن حركة 20فبراير فقدت أسباب تواجدها في الساحة بعدما انفض عنها حتى مؤسسوها، ولم يجد سدنة الحركة ومن يقفون وراءها، سوى الدفع بالأطفال الصغار من أبناء الطبقات المحرومة نحو مقدمة المسيرات، في محاولة للبقاء على قيد الحياة، لكن الدفع بهؤلاء القاصرين في مغامرة من هذا القبيل يحتاج إلى وقفة حقيقية، لتبيان واستجلاء نوايا شيوخ العدل والإحسان وسدنة النهج الديمقراطي الذي فقدوا كل أسباب وجودهم في الشارع بعدما انفض عنهم أولئك الجنود من شباب الفايسبوك. إن استعمال الأطفال الصغار كحطب لتدفئة ليالي حركة 20 فبراير البادرة، يؤكد أن الشعب المغربي قد فطن إلى ألاعيب العدل والإحسان وحلفائهم الجدد النهج الديمقراطي، وهو ما يفترض التصدي لمحاولات هاته الشرذمة من بقايا الماضي البعيد، الذين تحولوا إلى آلة لإنتاج التطرف، وسط أبناء الشعب المغربي.