لعل من بين التساؤلات المطروحة اليوم حول ما هي التأثيرات المحتملة للسلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد المكتشفة مؤخرا ببريطانيا؟، وفي هذا الصدد يقول، الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن "السلالة الجديدة لا تقوض اللقاحات المكتشفة، أي أن هذه اللقاحات تبقى فعالة ضدها، كما أن وسائل تشخيص المرض لازالت صالحة هي الأخرى". وأكد حمضي، في تصريح لموقع القناة الثانية، أن "السلالة الجديدة ليست أكثر خطورة من السلالة المعروفة ولا أكثر فتكا، ولكن هذه السلالة هي أكثر سرعة في الانتشار من السلالة السائدة لحد اليوم". "ظهور هذه السلالة الجديدة يطرح مشكلتين على الأقل"، يقول الخبير الطبي، ثم أضاف مفسرا : "مع تزايد سرعة انتشار الفيروس، سيكون علينا أن نضاعف المجهودات أكثر وأكثر من أجل احتواء الوباء؛ بحيث يجب تشديد الاجراءات سواء الاجراءات الحاجزية أو الإجراءات الترابية داخل المدن وبين المدن وبين الدول، حتى لا تنتشر هذه السلالة اكثر وحتى لا يتفشى الوباء أكثر". الخطورة الثانية، يكشف حمضي، بالقول: "نعرف أن الفيروسات تكون عرضة للطفرات، كلما كان هناك انتشار واسع للفيروس؛ يعني كل ما كان هناك أناس كثيرون يصابون بالفيروس، كلما كانت هناك إمكانيه حدوث طفرة وسلالة جديده تنتشر بسرعة"، وبحسبه دائما: "كل ما أصيب أناس كثيرون بهذا الفيروس، يكون هناك احتمال مع الأسف أن تظهر سلالة أكثر خطورة من هذه السلالة الجديدة نفسها، ولذلك قامت بريطانيا بفرض الحجر الصحي من جديد على لندن وعلى الجنوب البريطاني الذي ظهرت فيه هذه السلالة؛ كما علقت الدول ومن بينها المغرب رحلاتها نحو بريطانيا في انتظار تنسيق الجهود من اجل احتواء هذه السلالة الجديدة". وحول الاحتياطات اللازمة اتخاذها، أكد المتحدث ذاته، أنه على " المغرب أن يتخذ جميع الإجراءات من أجل منع تسلل النسخة الجديدة من فيروس كورونا، "حتى لا يتحول الوباء إلى سرعة أكبر وبالتالي يتفشى المرض بشكل أسرع وأكثر ". وأوضح حمضي في ذات التصريح، "كلما كانت هناك إصابات جديدة وكثيرة كل ما كانت هناك حالات خطيرة في أقسام الإنعاش، وحالات وفيات أكثر، وهو ما نريد تجنبه" ومن أجل تجنب هذا السيناريو، يشدد الخبير في السياسات والنظم الصحية، "على المغرب اتخاذ جميع التدابير لمنع تسلل النسخة الجديدة من الفيروس إلى بلادنا، عبر إغلاق الحدود في وجه الدول التي تعرف انتشارا لهذه النسخة الجديدة، في انتظار تنسيق دولي في الموضوع"، مردفا: "بريطانيا اليوم هي الدولة المعنية أكثر من غيرها". وشدد حمضي على ضرورة "مضاعفة مراقبة الجائحة بالمغرب، سواء من الناحية البيولوجية من خلال دراسة جينوم الفيروسات في المختبرات، أو من الناحية الوبائية، من أجل تتبع سرعة انتشار الوباء، وهو مؤشر مهم على أي تحول". ودعا الطبيب ذاته، المواطنين إلى الاحترام التام للإجراءات الحاجزية من أجل منع انتشار الوباء، سواء النسخة القديمة أو الجديدة، قائلا: إن "على المنظومة الصحية كذلك أن ترفع من جاهزيتها وقدرتها على التشخيص وعلى العزل وعلى التكفل بالمرضى لمنع انتشار المرض". وفي الختام، أوصى حمضي كذلك بضرورة "الإسراع في الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 من أجل محاربة ومحاصرة الوباء، سواء في نسخته القديمة أو الجديدة، قائلا إنه "كلما انتشر الفيروس أكثر كلما ازدادت احتمالات حدوث طفرات جديدة ربما أخطر".