1. الرئيسية 2. تقارير "أكبر مدار في العالم".. هكذا نسفت الجزائر طموح وصول طائراتها إلى 40 وجهة إفريقية بعد يوم واحد من إعلانه بسبب أزمتها مع 4 دول الصحيفة – حمزة المتيوي الثلاثاء 8 أبريل 2025 - 14:14 مثل كرة الثلج التي تبدأ صغيرة ثم تتدحرج حتى يصبح من المستحيل الوقوف في طريقها، تفاقمت الأزمة المُركبة بين الجزائر ودول منطقة الساحل الإفريقي، التي بدأت بإسقاط طائرة مُسيرة عن بُعد تابعه للجيش المالي، وأصبحت على مشارف جعل البلد المغاربي أكثر الدول الإفريقية عزلة، من خلال منع طائراته من التحليق فوق أراضي 4 من "خصومه" دفعة واحدة. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، يوم أمس الاثنين، إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات المالية، وهو إجراء مُتوقع بالنظر لأن السلطات هناك لجأت إليه في أزمتها مع جارها الغربي، المغرب، لكن هذه الخطوة ستعني تحجيم المنافذ الجوية أمام الطائرات الجزائرية نحو إفريقيا بشكل كبير، خصوصا إذا ما لجأت النيجروبوركينافاسو أيضا لاتخاذ قرار مماثل لمالي، التي ردت بالمثل فورا. المعاملة بالمثل وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، يوم أمس الاثنين، إغلاق المجال الجوي أمام الطائرات القادمة من مالي، في اليوم الموالي لاستدعاء هذه الأخيرة لسفيرها من الجزائر بسبب أزمة إسقاط "الدرون"، وأوردت الوزارة في بيان مقتضب "نظرا للاختراق المتكرر من طرف دولة مالي لمجالنا الجوي، قررت الحكومة الجزائرية غلق هذا الأخير في وجه الملاحة الجوية الآتية من دولة مالي أو المتوجهة إليها وهذا ابتداء من اليوم الموافق ل 07 أبريل 2025". رد باماكو لم يتأخر كثيرا، حيث أصدرت بيانا جاء فيه "علم وزير النقل والبُنى التحتية، عبر وسائل الإعلام، بالبيان الصادر عن وزارة الدفاع الجزائرية يوم الإثنين 7 أبريل 2025، والذي أعلنت فيه الإغلاق الفوري لمجالها الجوي في وجه جميع الطائرات القادمة من وإلى مالي"، وأضاف "كرد بالمثل، سيتم إغلاق المجال الجوي الوطني أمام جميع الطائرات المدنية والعسكرية المتوجهة إلى الجزائر أو القادمة منها، وذلك ابتداءً من يوم الإثنين 7 أبريل 2025، وإلى إشعار آخر". وأصبحت مالي بذلك ثاني دولة لها حدود برية مشتركة مع الجزائر تقرر هذه الأخيرة إغلاق جالها الجوي أمام طائرتها، بعد المغرب الذي اتخذ قصر المرادية هذا الإجراء ضده منذ شتنبر 2021، ورغم أن الرباط لم ترد، على المستوى الرسمي، بإجراء مماثل، إلا أن الأجواء المغربية أصبحت عمليًا ممنوعة على طائراتها، لكونها تتحاشى المرور منها. في انتظار النيجروبوركينافاسو لكن مالي قد لا تكون الدولة الوحيدة في منطقة الساحل الإفريقي التي تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام الجزائر، فأول أمس الأحد، وفي إطار اتفاقية Liptako Gourma التي تجمعها بباماكو، قررت النيجروبوركينافاسو أيضا استدعاء سفيريها، ورد قصر المرادية باستدعاء سفيره من نيامي وتأجيل بعث سفيره الجديد إلى واغادوغو. هذا الأمر يطرح احتمال إغلاق المجال الجوي لهذين البلدين أيضا أمام الطائرات الجزائرية، وإن كانت بوركينافاسو لا تتوفر على حدود برية مشتركة مع الجزائر، فإن النيجر، وعلى العكس من ذلك، تتقاسم معها شريطا حدوديا طويلا، يمثل الامتداد الطبيعي لهذا البلد المغاربي في اتجاه الجنوب الشرقي، في حين أن مالي تتشارك مع الجزائر الحدود البرية في الجنوب الغربي. هذا الأمر يعني، ببساطة، أنه من بين 6734 كيلومترا من الحدود البرية، ستجد الطائرات الجزائرية نفسها محرومة من المرور على 3886 كيلومترا منها، باحتساب نحو 1600 كيلومتر من الحدود التي تتشاركها مع المغرب، وهو أمر يعني أن الخطوط الجوية الجزائرية أصبحت أمام مهمة صعبة ذات كلفة مالية وزمنية كبيرة، للوصول إلى غرب ووسط إفريقيا. طموح يتبخر إغلاق المجال الجوي مع الجزائر يعني، بشكل تلقائي، أن الحدود البرية الشاسعة التي كانت تتوفر عليها الجزائر تحولت من امتياز إلى وبال عليها، فالأمر يُترجم على أرض الواقع إلى عُزلة شبه تامة جنوبا وغربا، إذ من بين 4 دول تُجاورها هناك صارت موريتانيا الوحيدة التي بإمكان الطائرات الجزائرية عبورها، وفي الاتجاه المقابل قد تتحول إلى أكبر "مدار" في العالم، في حال تفادت الطائرات القادمة من وإلى المغرب وماليوالنيجر وبوريكافاسو، العبور من سمائها. المثير في الأمر أيضا هو أن هذا التطور، يأتي بعد يوم واحد فقط من دخول الخط الجوي الجديد لشركة "الخطوط الجوية الجزائرية"، الرابط بين الجزائر العاصمة والعاصمة النيجيرية أبوجا، حيز الخدمة، وهو خط يمر بالضرورة من أجواء النيجر، بواقع رحلتين في الأسبوع واحدة ذهابا، كل يوم أحد، والأخرى إيابا كل يوم جمعة. الأهم من ذلك، هو أن تحرك النيجروبوركينافاسو للتضامن مع مالي، عبر إغلاق أجوائها أمام الطائرات الجزائرية، سيعني "نسف" الطموح الجزائري المُعلن عنه رسميا، في اليوم نفسه، على لسان مديرة القسم التجاري ل"الخطوط الجوية الجزائرية"، حسنية كاوة، والمتمثل في رفع عدد الرحلات نحو دول إفريقيا إلى 40 أسبوعيا بحلول سنة 2026. ومن بين الرحلات المبرمجة، تلك التي تصل إلى مطار نجامينا في تشاد، وهذه، سيكون على الطائرات الجزائرية التوجه إليها عبر مسار أطول يمر عبر ليبيا، عوض المسار الأقصر المار عبر النيجر، أما الرحلة التي تبتغي الوصول إلى ليبروفيل عاصمة الغابون، فمسارها الطبيعي هو النيجر أو مالي، وإلا فما علي الطائرات الجزائرية إلى استبداله بمسار جد معقد، يمر إما من تونس وليبيا وتشاد والكاميرون، عبر الشرق، أو من موريتانيا والسنغال وغينيا والكوت ديفوار، غربا.