1. الرئيسية 2. المغرب الكبير أخذت وقتا واكتفت بالتعبير عن الأسف بنبرة "ليّنة".. لماذا لم تسحب الجزائر سفيرها من واشنطن بعد تأكيد الولاياتالمتحدة دعمها لمغربية الصحراء؟ الصحيفة – محمد سعيد أرباط الأربعاء 9 أبريل 2025 - 15:18 بات واضحا الآن لأصحاب القرار في الجزائر، أن الموقف الأمريكي الداعم لمغربية الصحراء، ليس مجردة "تغريدة ترامب على إكس (تويتر سابقا)" وفق ما روجت له طيلة السنوات الأخيرة، إذ أصدرت الخارجية الأمريكية أمس الثلاثاء بلاغا تضمن التأكيد بشكل صريح على الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء. ولم يقتصر بلاغ الإدارة الأمريكية، التي يقودها دونالد ترامب، على تجديد موقف واشنطن الداعم لسيادة المغرب على الصحراء، بل تضمّن أيضا دعوة مباشرة إلى أطراف النزاع، وعلى رأسهم الجزائر، للدخول في مفاوضات مباشرة لحل القضية بناء على مقترح الحكم الذاتي الذي قدّمه المغرب كحل معقول وذي مصداقية. هذا الوضوح التام في الموقف الأمريكي، دفع الجزائر "مضطرة" إلى الخروج ببلاغ عبر وزارة الخارجية، اليوم الأربعاء، -بعدما أخذت وقتا على غير ما هو معتاد على ردود فعلها السريعة تُجاه بلدان أخرى- للتعبير عن أسفها من هذا الموقف، مستعملة نبرة دبلوماسية "لينة"، بخلاف نبراتها ضد دول اتخذت مواقف مماثلة، كفرنسا وإسبانيا على سبيل المثال. كما أنه بمقارنة بردود فعلها السابقة في قضية الصحراء، يُلاحظ وجود اختلاف كبير في تعامل الجزائر مع الولاياتالمتحدة، إذ اكتفت ببلاغ "الأسف"، دون أن تتبعه بقرار سحب سفيرها من واشطن للتشاور، على منوال ما فعلت مع إسبانيا وفرنسا، ومثلما اعتادت أن تفعل غالبا مع بلدان الجوار بسبب قضايا خلافية، آخرها ما حدث مع بلدان الساحل، مالي والنيجر وبوركينا فاسو. وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي، خالد الشيات، إن الجزائر اضطرت للرد على الولاياتالمتحدة بهدف أن "تُبقي مفهوم البطولة كآلية من أليات التصريف الداخلي، بأنها قادرة على الرد على الولاياتالمتحدة"، لكن هذا الرد لم يكن بنبرة الحدة التي تستعملها الجزائر عادة مع من يتخذون مواقف داعمة لسيادة المغرب على الصحراء، بل كان ردا " يتناسب مع عدم إثارة غضب الولاياتالمتحدة عليها" وفق الشيات. وأضاف المتحدث نفسه في تصريح ل"الصحيفة" بأن الجزائر "تتعامل بنوع من التصعيد البطولي مع الدول التي تستطيع أن تفرض عليها بعض توجهاتها، لكنها لا يمكن إلا أن تتعامل مع الولاياتالمتحدة بهذه الطريقة اللينة"، مشيرة إلى أن الجزائر "سعت مرارا وتكرارا إلى تقديم العديد من المزايا لإرضاء ترامب، على المستوى الموارد الطاقية والمعادن النادرة"، لكن دون جدوى. وفي هذا السياق، لفت الشيات إلى أن بلاغ الخارجية الجزائرية، ينم في الوقت نفسه على أن " الجزائر لا زالت مستعدة لتقديم تنازلات للولايات المتحدة إن رضيت الأخيرة قبول هذه المزايا والعطايات التي تعود إلى الشعب الجزائري"، مما يُفسر النبرة الدبلوماسية "منخفضة الحدة" التي استعملتها في البلاغ. من جهة أخرى، أشار المحلل السياسي نفسه إلى أن بلاغ الخارجية الجزائرية يضع الجزائر في إطار تموقعها ضد كل دول العالم تقريبا، "فهي لا تكف عن البلاغات عن الصحراء المغربية، وومالي وفرنسا وإسبانيا، مما يشير إلى أن هناك أزمة حقيقية في مقاربة الجزائر لقضاياها الإقلمية والاستراتيجي". وأضاف الشيات أن الجزائر تتشبث دائما، وفق ما جاء في بلاغها ب"تقرير المصير"، لكن العالم حسب "أصبح يعلم أن القضية ليست قضية تقرير المصير، وإنما قضية جزائرية ضمن مساعيها للهيمنة الإقليمية" ولا شي آخر.