1. الرئيسية 2. تقارير لإبقاء باب الرسائل "مفتوحا".. الحكومة المغربية ترفض التعليق على أسباب إيقاف الجمارك التجارية في مليلية وسبتة الصحيفة – بديع الحمداني الخميس 10 يوليوز 2025 - 20:48 رفضت الحكومة المغربية، اليوم الخميس، الإدلاء بأي تعليق بشأن القرار المفاجئ الذي اتخذته السلطات المغربية بإيقاف نشاط مكتبي الجمارك التجارية في في كل من معبري مليلية وسبتة المحتلتين يوم الثلاثاء الماضي، ليستمر الغموض قائما بشأن هذا القرار الذي يحمل في طياته رسائل عديدة حسب العديد من المهتمين بالعلاقات المغربية الإسبانية. وفي هذا السياق، تجاهل الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المجلس الحكومي اليوم، الرد على الأسئلة الصحفية المتعلقة بقرار إيقاف نشاط الجمارك التجارية بكل من سبتة ومليلية، وتجاهل التعليق على التصريحات التي وُصفت ب"الاستفزازية" من طرف رئيس مليلية المنتمي إلى الحزب الشعبي، خوان خوسي إمبرودا. ويأتي هذا التجاهل في الوقت الذي بررت فيه إسبانيا القرار، عبر وزارة خارجيتها، بأنه يأتي في إطار اتفاق ثنائي بين البلدين لإيقاف أنشطة نقل البضائع التجارية في أوقات الذروة المرتبطة بعملية تنقل المسافرين في إطار عملية "مرحبا" التي تشهد تدفقات متزايدة للعابرين، خاصة من طرف أفراد الجالية المغربية. غير أن الرباط، لم تُقدم أي أسباب أو مبررات لهذا القرار، كما أن تجاهل الحكومة المغربية تقديم أي تعليق عليه، يثير علامات استفهام حول ما إذا كانت هناك أزمة سياسية قد تفجرت مؤخرا بين البلدين، ولا سيما أن هذا القرار يأتي بعد أيام قليلة فقط من استضافة الحزب الشعبي الإسباني، متزعم المعارضة وصاحب أكبر عدد المقاعد في برلمان البلاد، استضافة ما يُسمى ب"ممثل البوليساريو" في إسبانيا عبد الله العرابي، في المؤتمر الوطني للحزب. وتُعتبر كل من سبتة ومليلية المحتلتين، من المناطق التي توجد تحت قيادة الحزب الشعبي، عبر عضويه، خوان خوسي إمبرودا كرئيس في مليلية، وخوان فيفاس كرئيس في سبتة، مما يدفع الكثير من المهتمين بالعلاقات الثنائية بين البلدين، إلى اعتبار أن هذا القرار المغربي قد يكون بمثابة رسائل موجهة إلى الحزب الشعبي أكثر من الحكومة الإسبانية الحالية بقيادة الاشتراكي بيدرو سانشيز. وكان الحزب الشعبي مؤخرا، قد أعلن عبر وثيقة مؤتمره الوطني، عن عزمه التراجع عن موقف مدريد الداعم للحكم الذاتي، واستضاف إلى جانب ذلك، ممثل "البوليساريو"، الأمر الذي يبدو أنه أثار غضب الرباط، وبالتالي قد يكون إغلاق الجمارك التجارية في سبتة ومليلية بالخصوص، انعكاس لهذا الغضب. وما يُرجح هذا التوجه، بخلاف التبريرات التي قدمها وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، هو أن رئيس مليلية المحتلة، لم يتحدث عن وجود أي عراقيل لعملية العبور بالتزامن مع نشاط الجمارك التجارية، خاصة أن المعبر الجمركي له معابره الخاصة بعيدا عن المعابر المخصصة لتنقل المسافرين. هذا ويرى عدد من المهتمين بالعلاقات المغربية الإسبانية، أن بعض أحزاب المعارضة، تلجأ إلى قضية الصحراء في محاولة للضغط على حكومة سانشيز في إطار التنافس الذي يسبق الانتخابات، في حين أن القرارات عن الوصول إلى الحكومة تكون مختلفة عن تصريحات مواقع المعارضة. وفي هذا السياق، كان الأكاديمي الإسباني رفاييل إيسبارسا ماشين، المدافع عن مغربية الصحراء في الملتقيات الدولية، قد صرح في وقت سابق ل"الصحيفة" بخصوص احتمالية حدوث تغيير مستقبلا في موقف إسبانيا من قضية الصحراء المغربية، بأن هذا الأمر "بات مستحيلا". وأضافا ماشين أنه حتى في حال وصول الحزب الشعبي اليميني إلى الحكم، فإنه لن يُغير الموقف الإسباني الحالي، مشيرا إلى أن مواقف الأحزاب تختلف عندما تكون في المعارضة عنها عندما تتولى الحكم. وأردف قائلا إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تمتد إلى حقب تاريخية طويلة، معترفا بوجود أخطاء ارتكبتها إسبانيا خلال فترة استعمارها للمغرب، خاصة فيما يتعلق بالصحراء. وأكد أن إسبانيا كان يجب أن تغادر المغرب كاملا في عام 1957، كما فعلت فرنسا مع الجزائر. وأشار إلى أن هناك بعض الأحزاب الإسبانية، مثل "بوديموس" و"سومار"، التي لا تتفق مع الموقف الرسمي للحكومة في قضية الصحراء، لكن مع مرور الوقت أصبح الجميع يدرك أن جبهة "البوليساريو" لا تعدو كونها منظمة ذات مصالح خاصة، وأن الجزائر لديها دوافعها الخاصة في هذا النزاع. وختم إيسبارسا ماشين حديثه حينها بالتأكيد على أن العالم بدأ يتجه نحو دعم الطرح المغربي القائم على الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع في الصحراء، معتبرا أن هذا التوجه سيؤدي إلى نهاية هذا النزاع الإقليمي قريبا.