افتتح مؤخرا، أندري الباز معرضه الفني برواق الشعيبية بالحي البرتغالي والذي يمتد من 23 ماي إلى 20 يونيو 2006، بتنسيق مع الرابطة الفرنسية المغربية بالجديدة، وهو المعرض الذي ينظم بالموازاة مع ثلاثة معارض أخرى بكل من البيضاءوالرباط وفاس، وتشمل أعماله الفنية والتي تمتد على مدى عشرين سنة، حيث لم يعرض الباز منذ 1965 بالبيضاء، وهي أعمال اشتغل فيها الباز على مجموعة من المواضيع، تختلف من حيث المواد المستعملة، إذ، اهتدى مؤخرا إلى صنع قماش لوحاته الفنية من ألياف الأعشاب وبقايا الأثواب المستعملة، بعد أن يخضعها لمجموعة من العمليات الدقيقة، من طهيها على نار هادئة وتجفيفها ومزجها عبر لصاق خاص، معترفا أن هذه العملية ليست بالسهلة بل تتطلب صبرا ودراية بطريقة صنع المادة، كما اهتم مؤخرا بتقطيع أعماله الفنية إلى قطع صغيرة ووضعها في قوارير شفافة في دلالة عميقة، إلى الدمار والخراب والعنف الذي بدأ يزحف على الحياة اليومية، مشيرا إلى التقتيل والتفجير الذي تتعرض له مجموعة من البقاع في العالم المعاصر، ومتأثرا بشهادة ميشال ليريس وقولته الشهيرة، عندما وقف يوما أمام لوحة بيكاسو » غيرنيكا « كل ما نحب في طريقه إلى الزوال، وقد عبر لأسيف، عن ضيقه مما يحدث في كل بقاع العالم من دمار طبيعي وبشري، وهي النظرة التي جسدها في العديد من لوحاته الفنية المعروضة برواق الشعيبية، حيث اختلت الموازين ولم تعد الأبعاد قادرة على أداء وظيفتها الهندسية، حيث نجد مثلا حروف المكعب تكاد تسقط وتكاد تغادر مكانها الطبيعي..وفي سؤال لأسيف عن غياب أندري الباز عن الساحة الفنية منذ سنة 1965، أوضح بكل تواضع انه كان يتعلم، مؤكدا أنه أبدى رغبة كبيرة في عرض جزء من أعماله بالجديدة مدينته الحبيبة، التي لم تغب عنه يوما من الأيام وهو الذي رأى النور بأحد أقدم أحيائها، الحي البرتغالي سنة 1934، وظل يلعب في أزقتها الضيقة إلى أن انتقل إلى الرباط من اجل استكمال دراسته الإعدادية والثانوية، قبل أن يسافر إلى فرنسا لمتابعة دراسته الفنية بمدرسة الفنون الجميلة بباريس سنة 1957...